responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفائس التأويل المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 1  صفحة : 384

وَ مََا كََانَ اَللََّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدََاهُمْ حَتََّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مََا يَتَّقُونَ [1] فأخبر أنّه لا يضلّ أحدا حتى يقيم الحجّة عليه، فإذا ضلّ عن الحقّ بعد البيان و الهدى و الدلالة أضلّه اللّه حينئذ، بأن اهلكه و عاقبه.

و أمّا الإضلال الذي ننفيه عن ربّنا تعالى فهو ما أضافه اللّه إلى غيره فقال:

وَ أَضَلَّهُمُ اَلسََّامِرِيُّ [2] يقول: أضلّهم بأن دعاهم إلى عبادة العجل.

و قال: وَ أَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَ مََا هَدى‌ََ [3] يريد أضلّهم بأن قال: أَنَا رَبُّكُمُ اَلْأَعْلى‌ََ [4] و أمرهم بالكفر و دعى إليه، و اللّه لا يأمر بعبادة غيره و لا يفسد عباده.

و قال: فَوَكَزَهُ مُوسى‌ََ فَقَضى‌ََ عَلَيْهِ قََالَ هََذََا مِنْ عَمَلِ اَلشَّيْطََانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ [5] .

و قال: وَ لَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَ فَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ [6] يريد أنّه أفسد و غرّ و خدع، و اللّه لا يغرّ العباد و لا يظهر في الارض الفساد.

و قال يخبر عن أهل النار: إنّهم يقولون: وَ مََا أَضَلَّنََا إِلاَّ اَلْمُجْرِمُونَ [7] يريد ما أفسدنا و لا غيّرنا و لا بيّن الكفر و المعاصي إلاّ المجرمون، و لم يقولوا ما أضلّنا إلاّ ربّ العالمين، تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا!

و كلّ اضلال أضلّ اللّه به العباد فإنّما هو عقوبة لهم على كفرهم و فسقهم.

و أمّا من خالفنا زعموا أنّ اللّه تعالى يبتدى‌ء كثيرا من عباده بالإضلال عن الحقّ ابتداءا من غير عمل، و أنّ قولهم: إنّ عبدا مجتهدا في طاعة اللّه قد عبده مائة عام ثمّ لا يأمنه أن يضلّه عمّا هو عليه من طاعة فيخلق فيه من الكفر، و يزين عنده الباطل، و أن يعبد غيره مائة عام و يكفر به ثمّ لا يأمن أن يخلق في قلبه الإيمان فينقله عمّا هو عليه، فليس يثق وليه بولايته، و لا يرهب عدوّه من عداوته.


[1] سورة التوبة، الآية: 115.

[2] سورة طه، الآية: 85.

[3] سورة طه، الآية: 79.

[4] سورة النازعات، الآية: 24.

[5] سورة القصص، الآية: 15.

[6] سورة يس، الآية: 62.

[7] سورة الشعراء، الآية: 99.

اسم الکتاب : نفائس التأويل المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 1  صفحة : 384
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست