اسم الکتاب : نظم درر السمطين في فضائل المصطفى و المرتضى و البتول و السبطين(ع) المؤلف : الزرندي، محمد بن عز الدين الجزء : 1 صفحة : 115
ذكر إخاء النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) عليّا (رضى اللّه عنه)
روى ابن عمر (رضى اللّه عنه): أنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) آخا بين أصحابه و فضائلهم، و لم يواخ بين علي و بين أحد، فجاء علي تدمع عيناه فقال: يا نبيّ اللّه ما لك. لم تواخ بيني و بين أحد؟ فقال: «أنت أخي في الدنيا و الآخرة»[1]
. و في رواية قال له: يا رسول اللّه ذهب روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان من سخطك عليّ فلك العتبى و الكرامة، فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم):
«و الذي بعثني بالحقّ نبيّا ما اخترتك إلّا لنفسي، أنت عندي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي و أنت أخي و وارثي».
فقال: يا رسول اللّه ما أرث منك؟
قال: «ما ورّث الأنبياء قبلي».
قال: و ما ورث الأنبياء قبلك؟
قال:» كتاب ربّهم و سنّة نبيّهم، و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة و أنت أخي و رفيقي»، ثمّ تلا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) هذه الآية: إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ[2]الأخلاء في اللّه ينظر بعضهم إلى بعض[3]
. و قال أبو هريرة (رضى اللّه عنه): آخا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بين المسلمين و قال: «علي أخي و أنا أخوه» و حسبت أنّه قال: «اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه»[4]
. و عن عمر بن عبد اللّه بن يعلى بن مرّة عن أبيه عن جدّه قال: آخا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بين المسلمين و جعل يخلف عليا حتّى بقي في آخرهم و ليس معه أخ له، فقال له علي: آخيت
[1]- سنن الترمذي: 5/ 300/ 2804 باب 85، و المستدرك: 3/ 14.