اسم الکتاب : نظم درر السمطين في فضائل المصطفى و المرتضى و البتول و السبطين(ع) المؤلف : الزرندي، محمد بن عز الدين الجزء : 1 صفحة : 116
بين المسلمين و تركتني؟
فقال: «إنّما تركتك لنفسي أنت أخي و أنا أخوك»، ثمّ قال له النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم): «إن ذاكرك أحد فقل: أنا عبد اللّه و أخو رسوله» و لا يدّعيها بعدي إلّا كاذب مفتر[1]
، و قد قال بعض الشعراء في هذا المعنى أبياتا في وصف أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، الذي هو بالامتداح حريّ و اختصاصه بكلّ فضيلة حليّ:
ما بعد قول نبي اللّه أنت أخي * * * من مطلب دونه مطل و لا علّل
أثنى عليك لدن شافهت حضرته * * * و بانت الكتب لمّا بانت الرسل
مجدّدا فيك أمرا لا يخصّ به * * * سواك كلّ حديث عنده سمل
لقد أحلّك إذ آخاك منزلة * * * لا المشتري طامع فيها و لا زحل
جلّت صفاتك عن قول يحيط بها * * * حتّى استوى ساعي فيها و منتحل
مناقب فيأقاصي الأرض قد شهرت * * * فما اعتوى بطنا في وصفها خجل
و روي أنّ عليا (رضى اللّه عنه) قال يوما: أنا عبد اللّه و أخو رسوله، لا يقولها بعدي إلّا مفتر على اللّه أو كاذب[2]
. و في رواية: لا يقولها بعدي إلّا كذّاب أو مجنون فقالها رجل فجنّ، و قال رجل آخر مثلها فسلّط اللّه عليه الشيطان فخنقه، فكان يضرب برأسه الجدار حتّى مات. قال سعد: فرأيت دماغه في الجدار [3].
و يروى أنّ رجلا آخر لما سمع عليّا (رضى اللّه عنه) يقول ذلك فقام فقال: أنا أقول كما قال هذا، قال زيد بن وهب: فضرب به الأرض، فجاء قومه فغشوه ثوبا فقيل لهم: هل كان هذا فيه قبل اليوم؟