responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 25

وكذلك إكرام الضيف بالمآكل، وكذا المراكب، فيختلف الحال باختلاف الأحوال.

وكذا طريق التواضع، وتعلية البناء، ولباس الزهد.

والزهد في المأكول يختلف باختلاف الأزمنة، والأمكنة، والأحوال، والمقاصد، وعلى ذلك مبنى كثير من إختلاف الأخبار.

وكذا يستحب التأهب لجهاد الكفار بأحسن السلاح، وكان أطيبها السيوف والرماح، وصار الأحسن في هذه الأيام (التفك)[1] المعروف بين الأنام.

وكذا الوصول الى بعض الأرضين لا يستحب، حتى تجعل مقبرة للمسلمين.

فاختلاف الأزمنة والأمكنة والجهات، قد يبعث على اختلاف الأحكام، لأختلاف الموضوعات، وربما بني على ذلك إختلاف كثير من الأخبار، وطريقة المسلمين على اختلاف الأعصار.

وفقنا الله وإياكم لسولك الجادة المستقيمة، والأخذ بالطريقة السليمة، وردني الله إليك إن كنت أنت على الحق، وردّك إليّ إن كان الحقّ معي، ومع أكثر الخلق.

الفصل الثاني
في بيان اختلاف ظواهر الآيات والروايات

وإن لكلّ من الحق والباطل مأخذاً، كما روي: إنّ لكل حق حقيقة، ولكل صواب نوراً، فمن أراد الحق إهتدي إليه، ومن أراد الباطل كان له ميدان في المجادلة عليه. فمن خرج عن جادة الأنصاف، وسلك طريق الغي والأعتساف، ولم يرجع الي سيرة الصحابة والتابعين، أمكنه أن يستند الى ظاهر القرآن المبين، فيما يخرج عن شريعة سيد المرسلين.

فأن (الوعيدية) المنكرين للعفو، الموجبين للمؤاخذة على المعاصي، يمكنهم الإستدلال بآية سورة الزلزال (فمن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره ومن يعلم مثقال ذرّة شراً يره)[2] ، و (الوعدية) القائلين برفع المؤاخذة بالكلية، وان الله لا يعاقب على معصية، لهم الإستناد


[1] وفي نسخة (البندق)، ويقصد بها البنادق.

[2] القرآن الكريم: 99/7 ـ 8 (سورة الزلزلة).

اسم الکتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست