اسم الکتاب : مفاتيح الشرائع المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 1 صفحة : 174
على قدميك، و لا تفترش ذراعيك، و لا تفرقع أصابعك، فإن ذلك كله نقصان من الصلاة، و لا تقم إلى الصلاة متكاسلا و لا متناعسا و لا متثاقلا، فإنها من خلال النفاق، فان اللّه تعالى نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة سكارى، يعنى سكر النوم، و قال للمنافقين «وَ إِذٰا قٰامُوا إِلَى الصَّلٰاةِ قٰامُوا كُسٰالىٰ يُرٰاؤُنَ النّٰاسَ وَ لٰا يَذْكُرُونَ اللّٰهَ إِلّٰا قَلِيلًا»[1].
و كذا يكره مدافعة الأخبثين، للصحيح «لا صلاة لحاقن [1] و لا لحاقب و هو بمنزلة من هو في ثوبه» [2] و المراد نفي الفضيلة للإجماع على الصحة.
و ينبغي أن يعلم أن الخشوع بالقلب روح الصلاة، فإذا فقدته الصلاة بقيت كجسد بلا روح، و قد مضى ما ينبه على ذلك من الاخبار. و خشوع القلب مستلزم لخشوع الجوارح، و لهذا لما رأى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) العابث في الصلاة قال: لو خشع قلبه لخشعت جوارحه. و كان علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا قام في الصلاة تغير لونه، فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفض عرقا.
و كان (عليه السلام) إذا قام في الصلاة كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه الا ما حركت الريح منه.
و من الآداب أن يصلي صلاة مودع يخاف أن لا يعود إليها، كما في الحسن و غيره. جعلنا اللّه من الخاشعين الخائفين بمنه.
القول في السهو و الشك
قال اللّه تعالى «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذٰا مَسَّهُمْ طٰائِفٌ مِنَ الشَّيْطٰانِ تَذَكَّرُوا فَإِذٰا هُمْ مُبْصِرُونَ»[3].
[1] يعنى بالحاقن حابس البول، و الحاقب حابس الغائط «منه».