و كذا البكاء ان كان من خشية اللّه، بل هو من أفضل الأعمال، و مثله التباكي كما يستفاد من النصوص. أما إذا كان لشيء من أمور الدنيا أو ذكر ميت، فالمشهور أن تعمده مبطل للخبر، و توقف بعضهم فيه لضعفه. و الأولى إلحاقه بالفعل الكثير، فان بلغه أبطل و الا فلا.
196- مفتاح [حكم الالتفات في الصلاة]
من التفت في الصلاة فاحشا عامدا بطلت صلاته، وفاقا للمشهور للمعتبرة، و قيل: و كذا غير الفاحش، لإطلاق الحسن، و يدفعه المعتبران. نعم يكره ذلك، للخبر «و ما أحب أن يفعل».
أما سهوا فان لم يبلغ اليمين و اليسار لم يضر، و ان بلغ و أتى بشيء من الافعال في تلك الحال أعاد في الوقت دون خارجه، لما مر في مباحث القبلة.
197- مفتاح [الأمور التي ينبغي تركها في الصلاة]
يكره فعل ما يشعر بترك الخشوع، كما تضمنه الصحيح: إذا قمت في الصلاة فعليك بالإقبال على صلاتك، فإنما يحسب لك منها ما أقبلت عليه، و لا تعبث فيها بيدك و لا برأسك و لا بلحيتك، و لا تحدث و لا تتثاءب و لا تتمط و لا تكفر [1] فإنما يفعل ذلك المجوس، و لا تلثم، و لا تحتفز [2] و تفرج كما يتفرج البعير، و لا تقع
[1] التكفير وضع احدى اليدين على ظهر الأخرى «منه».
[2] الاحتفاز بالحاء المهملة و آخره زاى: التضام في السجود و الجلوس «منه».