و كيف يضلّ العنبريّ ببلدة # بها ولدته أمّه غير نائم [1]
و زوراء ناء ماؤها من فلاتها # كفينا سراها القين، و القين نائم [2]
سرينا به ليل التّمام، فصبّحت # به العنس مروا من جمام الخضارم [3]
[285] عاصم بن عبد اللّه بن بريد الهلاليّ. تقدّم نسب أبيه. و من ولده العبّاس بن زفر بن عاصم بن عبد اللّه. ولي عاصم خراسان لهشام بن عبد الملك، فقدم عليه أسد بن عبد اللّه القسريّ، فحبسه، فقال عاصم: [من الوافر]
تخاصمني بجيلة، ثمّ تقضي # لأنفسها، لبئس الحكم ذاكا [4]
إذا ما كان خصمك-يا ابن عمرو- # هو القاضي الذي يقضي علاكا
يا ليتني متّ، لم تظفر بجيلة بي # كذلك الدّهر بالإنسان ينقلب
[286] عاصم بن محمّد المدينيّ، المبرسم. مولى العمريّين، و كنيته أبو صالح. و ذكر دعبل أنّه ابن أبي عاصم الأسلميّ، و كلاهما قد مدح الحسن بن زيد الحسينيّ و عمّال المدينة للمنصور.
و عاصم من ولد رافع، مولى عمر بن الخطّاب، و في رافع يقول عمر [5] : [من مشطور الرجز]
أ لا اخدم الأقوام حتّى تخدما # و كن شريك رافع و أسلما [6]
[285]شاعر، و قائد شجاع فاتك. ولي خراسان سنة 116 هـ، و عزل سنة 117 هـ. و هو من بني هلال بن عامر بن صعصعة، و جدّه في المصادر يزيد لا بريد. انظر بعض أخباره و ترجمته في (تاريخ الطبري 7/93-106، و تهذيب تاريخ ابن عساكر 7/127، و جمهرة أنساب العرب ص 274 و شعر بني عامر 2/453) . هذا، و أخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين و الإسلاميين) .
[286]شاعر عبّاسيّ، من شعراء القرن الثاني الهجري، خبيث اللسان، كثير الهجاء، حسن الغزل. عاصر الخليفة المنصور (136-158 هـ) ، و مدح عامله على المدينة الحسن بن زيد الحسيني (ت 168 هـ) . و له ترجمة في (الورقة ص 71-74) .
[2] فلاة زوراء: بعيدة. و السّرى: السير ليلا. القين: أراد الفرزدق. و في البيت إقواء.
[3] ليل التّمام: أطول ليالي الشتاء. و العنس: الناقة القويّة. و المرو: حجارة بيض برّاقة صلبة، تقدح منها النار، و نبات طيّب الريح. و الجمام: جمع الجمّة. و هي من الماء معظمه. و الخضارم: جمع الخضارم. و هو الكثير الواسع من كلّ شيء.
[4] بجيلة: قبيلة أسد بن عبد اللّه القسري الذي ولي خراسان بعد عاصم. و بنو قسر بطن مشهور من بجيلة.
[5] الشطران في (الورقة ص 74) . و كتب (فرّاج) : انظر كتاب الورقة تحقيقنا ص 68) .