responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 351

أتوب إليك يا رحمان ممّا * * * جنيت فقد تكاثرت الذنوب‌

و أما عن هوى ليلى و تركي‌ * * * زيارتها فإنّي لا أتوب‌

و حسبك نعمة لا يقدرونها، لا توجد إلّا لمن سبقت له من اللّه الحسنى، لمعرفة المقصد الأسنى، فعلي في تحقيق الحقائق، و علي في تدقيق الدقائق، بمعرفة إمام الخلائق، و اقتدى بالإله الخالق، و النبي الصادق، و الكتاب الناطق، لأن الرب العلي، و النبي الأمّي، أشدّ حبّا لعلي و أعظم معرفة بالولي، فقل لمن أغراه هواه و أهواه: هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى‌ بَصِيرَةٍ [1]، و قل لمن أذعن في حربي: إِنِّي عَلى‌ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي‌ [2]، و لقد شاع عني حب ليلى، و انني كلفت بها عشقا، و همت بها وجدا، فعرض لي من كل شي‌ء حسانه، و عرضن لي حبا، و أبدين لي ودّا، و قلن عسى أن ينقل القلب ناقل غرامك عن ليلى إلينا فما أبدى:

أبى اللّه أن أنقاد إلّا لحبّها * * * و أعشقها إذا ألفيت مع غيرها أبدا

فو اللّه ما حبي لها جاز حدّه‌ * * * و لكنّها في حسنها جازت الحدا

فقل للآثم و النائم عن سرّه المبني المنبتة لمن أنت أنت به‌ [3]، أولئك الذين هداهم اللّه فبهداهم اقتده فها أنا في حبّهم مقتد، بخاتم النبيين و الكتاب المبين، إذ مدحه فيه بين الباء و السين، و أقول كما قال بعض العارفين:

لبّيت لما دعاني ربه الحجب‌ * * * و غبت عنّي نها من شدّة الطرب‌

تركية في بلاد الهند قد ظهرت‌ * * * و وجهها في بلاد الهند لم يغب‌

ألوت تطل على أبيات فارسها * * * إلى لوى فصار الحسن في العرب‌

و لست ممّن غدا في الحبّ متّهما * * * و في انتسابي إليه ينتهي نسبي‌

فكل صب بهاؤه و جاء ببر * * * هان على حب ليلى فهو ابن أبي‌

فقمت أهزأ في حبّها اللوّام، و لا أخشى ملام من لام، و أقول بلسان أهل المعرفة و الغرام:

يلومونني في حبّه من حسد * * * و لست أخشى من عدو كمد


[1] يوسف: 108.

[2] الأنعام: 57.

[3] كذا بالأصل.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 351
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست