responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 350

خاتمة

في ختم هذه الرسالة و بيان هذه المقالة، اعلم أن الذي دعاني إلى كشف هذه الأسرار، و حملني على قطف هذه الأزهار و إبراز هذه الأبكار من خدور الأفكار، و كان حقها أن تصان و لا تذاع فتهان، لأن الحرام كالحرام إظهار الخواص للعوام، أني لما رويت من أسرار أئمة الأبرار دررا، و جلوت منها غررا، تؤمن معرفتها من العذاب، و تدخل الجنة بغير حساب، لأنها خط ممّا خط على خطط الجباه، و رقم رقم حبّها على ألسنة العقول و الأفواه، و لا ينشق ريّاها إلّا كل حليم أواه، و أخذ لها العهد على النسمات في الأزل و ختم فرضها على البريات و لم يزل، فلما ندّ ندها و فاح شذاها ندّ بالأفكار ندّها و مل شداها، حتى صار المنافق يهجرها و لا ينشق ريّاها، و الموافق ينكرها و لا يخاف اللّه عقباها، و هي لهداها إلى الحق أحق أن يتّبع و عيباهى و لتناهى‌ [1] بلسان الصدق أصدق ما يسمع، فأصبحت مع عظيم الحاجة إليها لا تحنو القلوب عليها و لا تحن الطبائع إليها، فاعجب لها كيف لا يركب نهجها و فاز في سفينة النجاة، و لا تتطلب و هي عين الحياة مع تقاطر الأيدي و المتاجر دفع طيبها و طيب عرقها، تلحظها العيون بأهداب الحقد، تلفظها الفنون بأفواه الرفض، و هي أنفس نفيس بحيث إنّها تتنافس فيه النفوس، فصارت تبعدها عن الأذهان بكذب فيها و بهتان، فكانت كما قيل:

و من العجائب أنه لا يشتري‌ * * * وقع الكساد يخان فيه و يسرق‌

و أقبل الحسّاد و اللوام، كلّ يغض على عين البغضاء، و يغض عن طرق اللأواء و الأحناء، و ليس عليّ في مجمع الفرقان عيوب، و لا في صحيفة اللواء ذنوب، غير حبي لعلي، و نشري لصحائف أسراره، فإذا كان هذا هو الذنب، و عليه و فيه العتب، فحبذا ذنب هو أعظم الحسنات و سبيل النجاة، و عتب هو أحلى من نسمات الحياة عند ذكر الملمات، و ذكر ذنب منه لا أتوب، و عيب منه لا أءوب، بل أقول كما قال قيس عامر:


[1] كذا بالأصل.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست