responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 146

الفصل التاسع في أسرار أبي الحسن موسى الكاظم (عليه السلام)

فمن ذلك أن الرشيد لمّا حج دخل المدينة فاستأذن عليه الناس، فكان آخر من أذن له موسى بن جعفر (عليهما السلام)، فلما أدخل عليه دخل و هو يحرّك شفتيه، فلما قرب إليه قعد الرشيد على ركبتيه و عانقه، ثم أقبل عليه، و قال: كيف أنت يا أبا الحسن؟ كيف عيالك؟ كيف عيال أبيك؟ كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ و هو يقول: خير، خير، خير، فلما قام أراد الرشيد أن ينهض فأقسم عليه أبو الحسن فقعد، ثم عانقه و خرج، فلما خرج قال له المأمون: من هذا الرجل؟

قال: يا بني هذا وارث علوم الأوّلين و الآخرين، هذا موسى بن جعفر، فإن أردت علما حقّا فعند هذا [1].

و من ذلك ما رواه أحمد البزاز قال: إن الرشيد لما أحضر موسى (عليه السلام) إلى بغداد فكّر في قتله، فلمّا كان قبل قتله بيومين، قال للمسيب و كان من الحرّاس عليه لكنّه كان من أوليائه، و كان الرشيد قد سلم موسى إلى السندي بن شاهك و أمره أن يقيّده بثلاثة قيود من الحديد وزنها ثلاثين رطلا قال: فاستدعى المسيب نصف الليل و قال: إنّي ظاعن عنك في هذه الليلة إلى المدينة لأعهد إلى من بها عهدا يعمل به بعدي، فقال المسيب: يا مولاي كيف أفتح لك الأبواب و الحرس قيام؟

فقال: ما عليك، ثم أشار بيده إلى القصور المشيدة و الأبواب العالية، و الدور المرتفعة، فصارت أرضا، ثم قال لي: يا مسيب كن على هيئتك فانّي راجع إليك بعد ساعة، فقال: يا مولاي أ لا أقطع لك الحديد؟ قال: فنفضه و إذا هو ملقى، قال: ثم خطا خطوة فغاب عن عيني، ثم ارتفع البنيان كما كان.

قال المسيب: فلم أزل قائما على قدمي حتى رأيت الأبنية و الجدران قد خرّت ساجدة


[1] بحار الأنوار: 48/ 133 ح 6 و الحديث طويل.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست