responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 147

إلى الأرض، و إذا بسيدي قد أقبل و عاد إلى محبسه و أعاد الحديد إليه، فقلت: يا سيدي، أين قصدت؟ فقال: كل محب لنا في الأرض شرقا و غربا حتى الجن في البراري و مختلف الملائكة [1].

و من ذلك ما رواه صفوان الجمال بن مهران قال: أمرني سيدي أبو عبد اللّه (عليه السلام) يوما أن أقدم ناقته على باب الدار، فجئت بها، قال: فخرج أبو الحسن موسى مسرعا و هو ابن ست سنين فاستوى على ظهر الناقة و أثارها و غاب عن بصري، قال: فقلت: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، و ما أقول لمولاي إذا خرج يريد ناقته، قال: فلمّا مضى من النهار ساعة إذا الناقة قد انقضت كأنها شهاب و هي ترفض عرقا، فنزل عنها و دخل الدار فخرج الخادم، و قال: أعد الناقة مكانها و أجب مولاك، قال: ففعلت ما أمرني و دخلت عليه، فقال: يا صفوان إنّما أمرتك إحضار الناقة ليركبها مولاك أبو الحسن، فقلت في نفسك: كذا و كذا فهل علمت يا صفوان إلى أين بلغ عليها في هذه الساعة؟ إنّه بلغ ما بلغه ذو القرنين و جاوزه أضعافا مضاعفة و أبلغ كل مؤمن و مؤمنة سلامي‌ [2].

و من ذلك ما رواه المسيب أن الرشيد لما أراد قتل موسى أرسل إلى عمّاله في الأطراف فقال: التمسوا لي قوما لا يعرفون اللّه أستعين بهم في مهمّ لي، فأرسلوا إليه قوما يقال لهم العبدة، فلما قدموا عليه و كانوا خمسين رجلا أنزلهم في بيت من بيوت داره قريب المطبخ، ثم حمل إليهم المال و الثياب و الجواهر و الأشربة و الخدم، ثم استدعاهم و قال: من ربّكم؟

فقالوا: ما نعرف ربّا و ما سمعنا بهذه الكلمة، فخلع عليهم، ثم قال للترجمان: قل لهم إن لي عدوّا في هذه الحجرة فادخلوا إليه فقطعوه، فدخلوا بأسلحتهم على أبي موسى (عليه السلام) و الرشيد ينظر ما ذا يفعلون، فلمّا رأوه رموا أسلحتهم و خرّوا له سجدا فجعل موسى يمرّ يده على رءوسهم و هم يبكون، و هو يخاطبهم بألسنتهم، فلمّا رأى الرشيد ذلك غشي عليه و صاح بالترجمان أخرجهم، فأخرجهم يمشون القهقرى إجلالا لموسى (عليه السلام)، ثم ركبوا خيولهم و أخذوا الأموال و مضوا [3].


[1] مدينة المعاجز: 6/ 384.

[2] الهداية الكبرى: 270 باب 9.

[3] بحار الأنوار: 48/ 249 ح 57.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست