اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي الجزء : 1 صفحة : 145
فأما الغابر فعلم ما كان، و أما المزبور فعلم ما يكون، و أما النكت في القلوب فهو الإلهام، و أما النقر في الأسماع فهو حديث الملائكة، و أما الجفر الأحمر ففيه سلاح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و أما الجفر الأبيض فوعاء فيه التوراة و الإنجيل و الزبور و الكتب الأولى، و أمّا مصحف فاطمة ففيه ما يكون من الحوادث، و اسم من يملك إلى يوم القيامة، و أما الجامعة ففيها جميع ما يحتاج الناس إليه حتى أرش الخدش، و عندنا صحيفة فيها اسم من ولد و من يولد، و اسم أبيه و أمّه من الذر إلى يوم القيامة، ممّن هو من أعدائنا، ذلك فضل اللّه علينا و على الناس [1].
و من ذلك: ما رواه أحمد البرقي عن أبيه عن سدير الصيرفي قال: رأيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في النوم و بين يديه طبق مغطى، فدنوت منه و سلّمت عليه، فكشف الطبق و إذا فيه رطب، فقلت: يا رسول اللّه ناولني رطبة، فأكلتها، ثم طلبت أخرى فناولني حتى أكلت ثمان رطبات، فطلبت أخرى فقال: حسبك.
قال: فلما استيقظت من الغد دخلت على الصادق (عليه السلام) و إذا بين يديه طبق مغطى كما رأيته في المنام، فكشف عنه، و إذا فيه رطب، فقلت: جعلت فداك ناولني رطبة، فناولنيها فأكلتها، ثم سألته أخرى فأعطاني، فناولني ثمان رطبات فأكلتهن، ثم سألته أخرى، فقال:
حسبك لو زادك جدّي (صلّى اللّه عليه و آله) لزدتك [2].
[1] الإرشاد للمفيد: 2/ 186 كلام الصادق حول ميراث الرسول، و أصول الكافي: 1/ 238.