اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي الجزء : 1 صفحة : 142
الفصل الثامن في أسرار الإمام الصادق (عليه السلام)
من ذلك ما رواه محمد بن سنان أن رجلا قدم عليه من خراسان و معه صرر من الصدقات معدودة مختومة، و عليها أسماء أصحابها مكتوبة، فلما دخل الرجل جعل أبو عبد اللّه يسمّي أصحاب الصرر، و يقول: أخرج صرة فلان فإن فيها كذا و كذا، ثم قال: أين صرّة المرأة التي بعثتها من غزل يدها أخرجها فقد قبلناها؟ ثم قال للرجل: أين الكيس الأزرق، و كان فيما حمل إليه كيس أزرق فيه ألف درهم، و كان الرجل قد فقده في بعض طريقه، فلمّا ذكره الإمام استحيا الرجل و قال: يا مولاي إنّي فقدته في بعض الطريق، فقال له الإمام (عليه السلام):
تعرفه إذا رأيته؟ فقال: نعم، فقال: يا غلام، أخرج الكيس الأزرق، فأخرجه، فلمّا رآه الرجل عرفه، فقال الإمام: إنّا احتجنا إلى ما فيه فأحضرناه قبل وصولك إلينا، فقال الرجل: يا مولاي إنّي ألتمس الجواب بوصول ما حملته إلى حضرتك، فقال له: إن الجواب كتبناه و أنت في الطريق [1].
و من ذلك ما رواه عبد اللّه بن الكاهلي قال: قال لي الصادق (عليه السلام): إذا لقيت السبع فاقرأ في وجهه آية الكرسي، و قل: عزمت عليك بعزيمة اللّه و عزيمة رسوله، و عزيمة سليمان بن داود، و عزيمة علي أمير المؤمنين و الأئمة من بعده، فإنه ينصرف عنك، قال: فخرجت مع ابن عم لي قادما من الكوفة فعرض لنا السبع فقرأت عليه ما علّمني مولاي فطأطأ رأسه و رجع عن الطريق، فلما قدمت إلى سيدي من قبل أن أعلمه بالخبر، فقال: أ تراني لم أشهدكم إن لي مع كل ولي أذن سامعة، و عين ناظرة، و لسان ناطق، ثم قال: يا عبد اللّه أنا و اللّه صرفته عنكما و علامة ذلك أنكما كنتما على شاطئ النهر [2].