و استصحب هدى طريقتهم فاز بالبراءة من النار، كما بلغوا جملة آياتك و حلوا [1] عن سنن بيناتك صلاة باقية ما استخرج التفاصيل من الجمل و اتضح بالمبين المجمل.
أمّا بعد، فيقول الراجي إلى رحمة ربه البارئ حسين بن جمال الدين محمد الخوانساري أوتيا كتابهما يميناً و حوسبا حساباً يسيراً: إنّ العلوم على شرف جلّتها و رفعة مكانها و حلتها، متفاضلة في مدى الفخار، متفاوتة في المزايا و الآثار و أشرفها دراية و رواية و أفضلها معلولًا [2] و غاية و أسدها دليلًا و حجة و أوضحها مناراً و محجة و أعظمها للراغب منفعة و أورثها للطالب رفعة، بعد علم المعرفة علم الفقه، الذي به يعرف ما كلف به العباد و يفرق بين الغي و الرشاد و يميز بين ما ينجي و يوبق يوم التناد.
و منه يشرح آيات كلام ربّ العالمين و يوضح سنن خير المرسلين و آثار عترته الطاهرين و به تنال السعادة الأبدية و يدرك الفوز بالحيوة السرمدية، فمن تمسك بالفقه الأحمدي فله البشرى و هو الفاخر بنيل منتهى المطلب في الآخرة و الأولى و الفقيه الذي فاز باستبصار كاف في تهذيب عمله و المهذب الجامع لخصال أدرك بها غاية مراده و أمله.
و لما كان كتاب الدروس الشرعية في فقه الإمامية من تصانيف شيخنا الأجل المحقق و الحبر المسدد المدقق، أفضل المتأخرين و أكمل المتبحرين، عمدة علماء الفرقة الناجية، بل الذي لم يظفر بمثله في القرون الماضية، الحائز