responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مسند الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي(ع) المؤلف : العطاردي، الشيخ عزيز الله    الجزء : 1  صفحة : 274

جزت من بلد إلى بلد، حتّى تنظر ما يئول إليه أمر الناس و يحكم اللّه بيننا و بين القوم الفاسقين، قال: فقال الحسين (عليه السلام): يا أخى و اللّه لو لم يكن ملجأ، و لا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية.

فقطع محمّد ابن الحنفية الكلام و بكى، فبكى الحسين (عليه السلام) معه ساعة ثمّ قال:

يا أخى جزاك اللّه خيرا، فقد نصحت و أشرت بالصواب، و أنا عازم على الخروج إلى مكّة، و قد تهيّأت لذلك أنا و إخوتى و بنو أخى و شيعتى، و أمرهم أمرى و رأيهم رأيى، و أمّا أنت يا أخى فلا عليك أن تقيم بالمدينة، فتكون لى عينا لا تخفى عنّى شيئا من امورهم. ثمّ دعا الحسين (عليه السلام) بدواة و بياض و كتب هذه الوصيّة لأخيه محمّد:

بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به الحسين بن علىّ بن أبى طالب الى أخيه محمّد المعروف بابن الحنفية، أنّ الحسين يشهد أن لا إله الّا اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمّدا عبده و رسوله، جاء بالحقّ من عند الحقّ، و أنّ الجنّة و النار حقّ، و أنّ الساعة آتية لا ريب فيها، و أنّ اللّه يبعث من فى القبور، و أنّى لم أخرج أشرا و لا بطرا و لا مفسدا و لا ظالما و إنمّا خرجت لطلب الاصلاح فى أمّة جدّى (صلّى اللّه عليه و آله).

أريد أن آمر بالمعروف و أنهى عن المنكر، و أسير بسيرة جدّى و أبى علىّ بن أبى طالب (عليهما السلام) فمن قبلنى بقبول الحقّ، فاللّه أولى بالحقّ، و من ردّ علىّ هذا أصبر حتّى يقضى اللّه بينى و بين القوم بالحقّ، و هو خير الحاكمين، و هذه وصيّتى يا أخى إليك و ما توفيقى الّا باللّه عليه توكّلت و إليه أنيب، قال: ثمّ طوى الحسين الكتاب و ختمه بخاتمه، و دفعه الى أخيه محمّد ثمّ ودّعه و خرج فى جوف اللّيل (1)

. 9- عنه قال محمّد بن أبى طالب: روى محمّد بن يعقوب الكلينى فى كتاب‌


(1) بحار الانوار: 44/ 327.

اسم الکتاب : مسند الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي(ع) المؤلف : العطاردي، الشيخ عزيز الله    الجزء : 1  صفحة : 274
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست