responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مسند الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي(ع) المؤلف : العطاردي، الشيخ عزيز الله    الجزء : 1  صفحة : 273

الحسين الى صدره و قبّل بين عينيه و قال:

حبيبى يا حسين كأنّى أراك، عن قريب مرمّلا بدمائك، مذبوحا بأرض كرب و بلاء، من عصابة من امّتى، و أنت مع ذلك عطشان لا تسقى، و ظمآن لا تروى، و هم مع ذلك يرجون شفاعتى، لا أنالهم اللّه شفاعتى يوم القيامة، حبيبى يا حسين إنّ أباك و امّك و أخاك قدموا علىّ و هم مشتاقون إليك، إنّ لك فى الجنان لدرجات لن تنالها الّا بالشهادة. قال: فجعل الحسين (عليه السلام) فى منامه ينظر إلى جدّه و يقول: يا جدّاه لا حاجة لى فى الرجوع الى الدنيا فخذنى إليك و أدخلنى معك فى قبرك.

فقال له رسول اللّه: لا بدّ لك من الرجوع إلى الدّنيا حتّى ترزق الشهادة، و ما قد كتب اللّه لك فيها من الثواب العظيم، فانّك و أباك و أخاك و عمّك و عمّ أبيك تحشرون يوم القيامة فى زمرة واحدة، حتّى تدخلوا الجنّة. قال: فانتبه الحسين (عليه السلام) من نومه فزعا مرعوبا فقصّ رؤياه على أهل بيته و بنى عبد المطّلب، فلم يكن فى ذلك اليوم فى مشرق و لا مغرب قوم أشدّ غمّا من أهل بيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و لا أكثر باك و لا باكية منهم.

قال: و تهيّأ الحسين (عليه السلام) للخروج من المدينة، و مضى فى جوف اللّيل الى قبر امّه فودّعها، ثمّ مضى الى قبر أخيه الحسن، ففعل كذلك، ثمّ رجع الى منزله وقت الصبح، فأقبل إليه أخوه محمّد بن الحنفية و قال: يا أخى أنت أحبّ الخلق الىّ، و أعزّهم علىّ، و لست و اللّه أدّخر النصيحة لأحد من الخلق، و ليس أحد أحقّ بها منك لأنّك مزاج مائى و نفسى و روحى و بصرى و كبير أهل بيتى، و من وجب طاعته فى عنقى، لأنّ اللّه قد شرّفك علىّ، و جعلك من سادات أهل الجنّة.

تخرج الى مكّة فان اطمأنّت بك الدار بها فذاك و إن تكن الاخرى خرجت إلى بلاد اليمن، فانّهم أنصار جدّك و أبيك، و هم أرأف الناس و أرقّهم قلوبا، و أوسع الناس بلادا، فان اطمأنّت بك الدار، و الّا لحقت بالرمال و شعوب الجبال، و

اسم الکتاب : مسند الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي(ع) المؤلف : العطاردي، الشيخ عزيز الله    الجزء : 1  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست