responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 389

(1) - زعم أنه إضمار على شريطة التفسير فخرج بذلك عما يكون عليه الإضمار قبل التفسير فإن قلت فعلى م تحمل الضمير في «فَأَسَرَّهََا» قلنا يحتمل أن يكون إضمارا للإجابة كأنهم لما قالوا «إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ» أسر يوسف إجابتهم في نفسه و لم يبدها لهم في الحال و جاز إضمار ذلك لأنه دل ما تقدم من مقالتهم عليه و جاز أن يكون إضمارا للمقالة كأنه أسر يوسف مقالتهم لأن القول و المقالة واحد و يكون معنى المقالة المقول كما أن الخلق عبارة عن المخلوق أي أكنها في نفسه و أوعاها و لم يطرحها إرادة للتوبيخ عليها و المجازاة بها انتهى تلخيص كلام أبي علي و قوله «شَيْخاً» صفة الأب و الكبير صفة الشيخ و «مَعََاذَ اَللََّهِ» منصوب على المصدر و العرب تقول معاذ الله و معاذة الله و عوذنا الله و عوذة الله و عياذ الله و يقولون اللهم عائذا بك أي أدعوك عائذا بك و أن تأخذ في موضع نصب و المعنى أعوذ بالله من أخذ أحد إلا من وجدنا متاعنا عنده فلما سقطت من أفضى الفعل فنصب عن الزجاج و قوله «إِنََّا إِذاً لَظََالِمُونَ» فيه معنى الجزاء أي إن أخذنا غيره فنحن ظالمون و نجيا نصب على الحال و ما في قوله «مََا فَرَّطْتُمْ» لغو أي و من قبل فرطتم و يجوز أن تكون مصدرية في موضع رفع بمعنى تفريطكم واقع من قبل فيكون «مََا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ » في موضع رفع بالابتداء و من قبل خبره و يجوز أن يكون في موضع نصب عطفا على أن، فيكون المعنى أ لم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا و تفريطكم في يوسف و يحكم عطف على يأذن و يجوز أن يكون بمعنى إلا أن أي لن أبرح الأرض إلا أن يحكم الله لي.

ـ

المعنى‌

ثم أخبر سبحانه عن إخوة يوسف أنهم «قََالُوا» ليوسف «إِنْ يَسْرِقْ» ابن يامين «فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ» من أمه «مِنْ قَبْلُ» فليست سرقته بأمر بديع فإنه اقتدى بأخيه يوسف و اختلف فيما وصفوه به من السرقة على أقوال‌ فقيل إن عمة يوسف كانت تحضنه بعد وفاة أمه و تحبه حبا شديدا فلما ترعرع أراد يعقوب أن يسترده منها و كانت أكبر ولد إسحاق و كانت عندها منطقة إسحاق و كانوا يتوارثونها بالكبر فاحتالت و جاءت بالمنطقة و شدتها على وسط يوسف و ادعت أنه سرقها و كان من سنتهم استرقاق السارق‌ فحبسته بذلك السبب عندها عن ابن عباس و الضحاك و الجبائي و قد روي ذلك عن أئمتنا (ع) و قيل إنه سرق صنما لجده من قبل أمه فكسره و ألقاه على الطريق عن سعيد بن جبير و قتادة و ابن زيد و قيل إنه سرق دجاجة كانت في بيت يعقوب أو بيضة فأعطاها سائلا فعيروه بها عن سفيان بن عيينة و مجاهد «فَأَسَرَّهََا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ» أي فأخفى يوسف تلك الكلمة التي قالوها «وَ لَمْ يُبْدِهََا لَهُمْ» أي لم يظهرها «قََالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكََاناً» في السرق لأنكم سرقتم أخاكم من أبيكم «وَ اَللََّهُ‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست