responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 390

390

(1) - أَعْلَمُ بِمََا تَصِفُونَ» أي و الله أعلم أ سرق أخ له أم لا عن الزجاج و يكون المعنى أنتم أسوأ حالا من يوسف فإنه لم يكن له صنيع في المنطقة و كان يتصدق بإذن أبيه و لم تكونوا براء مما عاملتموه به و قيل معناه أنتم شر صنيعا بما أقدمتم عليه من ظلم أخيكم و عقوق أبيكم فأنتم شر مكانا عند الله منه أي أسر هذه المقالة في نفسه ثم جهر بقوله «وَ اَللََّهُ أَعْلَمُ بِمََا تَصِفُونَ» قال الحسن لم يكونوا أنبياء في ذلك الوقت و إنما أعطوا النبوة بعد ذلك و الصحيح عندنا أنهم لم يكونوا أنبياء لأن النبي عندنا لا يجوز أن يقع منه فعل القبيح أصلا و قال البلخي إنهم كذبوا في هذا القول و لم يصح أنهم كانوا أنبياء و جوز أن يكون الأسباط غيرهم أو أن يكونوا من أولادهم‌} «قََالُوا يََا أَيُّهَا اَلْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنََا مَكََانَهُ» أي بدلا عنه إنما قالوا هذا لما علموا أنه استحقه فسألوه أن يأخذ عنه بدلا شفقة على والدهم و رققوا في القول على وجه الاسترحام و معناه كبيرا في السن و قيل كبيرا في القدر لا يحبس ابن مثله «إِنََّا نَرََاكَ مِنَ اَلْمُحْسِنِينَ» إلى الناس و قيل من المحسنين إلينا في الكيل و رد البضاعة و في الضيافة و نحن نأمل هذا منك لإحسانك إلينا و قيل إن فعلت هذا فقد أحسنت إلينا فأجابهم يوسف بأن‌} «قََالَ مَعََاذَ اَللََّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاََّ مَنْ وَجَدْنََا مَتََاعَنََا عِنْدَهُ» أي أعوذ بالله أن آخذ البري‌ء بجرم السقيم و قال من وجدنا متاعنا عنده و لم يقل من سرق تحرزا من الكذب «إِنََّا إِذاً لَظََالِمُونَ» أي لو فعلنا ذلك لكنا ظالمين و في هذا دلالة على أن أخذ البري‌ء بالمجرم ظلم و من فعله كان ظالما و الله يتعالى و يجل عن ذلك علوا كبيرا} «فَلَمَّا اِسْتَيْأَسُوا مِنْهُ» أي فلما يئس إخوة يوسف من يوسف أن يجيبهم إلى ما سألوه من تخلية سبيل ابن يامين معهم «خَلَصُوا نَجِيًّا» أي انفردوا عن الناس من غير أن يكون معهم من ليس منهم يتناجون فيما يعملون في ذهابهم إلى أبيهم من غير أخيهم و يتدبرون في أنهم يرجعون أم يقيمون و تلخيصه اعتزلوا عن الناس متناجين و هذا من ألفاظ القرآن التي هي في الغاية القصوى من الفصاحة و الإيجاز في اللفظ مع كثرة المعنى «قََالَ كَبِيرُهُمْ» و هو روبين و كان أسنهم و هو ابن خالة يوسف و هو الذي نهى إخوته عن قتله عن قتادة و السدي و الضحاك و كعب و قيل شمعون و هو كبيرهم في العقل و العلم لا في السن و كان رئيسهم عن مجاهد و قيل يهوذا و كان أعقلهم عن وهب الكلبي و قيل لاوي عن محمد بن إسحاق و عن علي بن إبراهيم بن هاشم «أَ لَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبََاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اَللََّهِ» أراد به الوثيقة التي طلبها منهم يعقوب حين قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به فذكرهم ذلك «وَ مِنْ قَبْلُ مََا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ » أي قصرتم في أمره و كنتم قد عاهدتم أباكم أن تردوه إليه سالما فنقضتم العهد «فَلَنْ أَبْرَحَ اَلْأَرْضَ» أي لا أزال بهذه الأرض و لا أزول عنها و هي أرض مصر «حَتََّى يَأْذَنَ لِي أَبِي» في البراح و الرجوع إليه «أَوْ

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 390
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست