responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 371

(1) - في هذه السنين المخصبة و تبني الأهراء و الخزائن فتجمع الطعام فيها بقصبة و سنبله ليكون قصبه و سنبله علفا للدواب و تأمر الناس فيرفعون من طعامهم الخمس فيكفيك من الطعام الذي جمعته لأهل مصر و من حولها و يأتيك الخلق من النواحي فيمتارون منك بحكمك و يجتمع عندك من الكنوز ما لم يجتمع لأحد ذلك فقال الملك و من لي بهذا و من يجمعه و يبيعه و يكفي الشغل فيه فعند ذلك‌ «قََالَ» يوسف «اِجْعَلْنِي عَلى‌ََ خَزََائِنِ اَلْأَرْضِ» الألف و اللام في الأرض للعهد دون الجنس يعني اجعلني على خزائن أرضك حافظا و واليا و اجعل تدبيرها إلي فـ «إِنِّي حَفِيظٌ» أي حافظ لما استودعتني لحفظه عن أن تجري فيه خيانة «عَلِيمٌ» بمن يستحق منها شيئا و من لا يستحق فأضعها مواضعها عن قتادة و ابن إسحاق و الجبائي و قيل حفيظ عليم أي كاتب حاسب عن وهب و قيل حفيظ للتقدير في هذه السنين الجدبة عليم بوقت الجوع حين يقع عن الكلبي و قيل حفيظ للحساب عالم بالألسن و ذلك أن الناس يفدون من كل ناحية و يتكلمون بلغات مختلفة عن السدي و في هذا دلالة على أنه يجوز للإنسان أن يصف نفسه بالفضل عند من لا يعرفه فإنه عرف الملك حاله ليقيمه في الأمور التي في إيالتها صلاح العباد و البلاد و لم يدخل بذلك تحت قوله سبحانه‌ فَلاََ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ قالوا فقال الملك و من أحق به منك فولاه ذلك و قيل أن الملك الأكبر فوض إليه أمر مصر و دخل بيته و عزل قطفير و جعل يوسف مكانه و قيل إن قطفير هلك في تلك الليالي فزوج الملك يوسف راعيل امرأة قطفير العزيز فدخل بها يوسف فوجدها عذراء ولما دخل عليها قال أ ليس هذا خيرا مما كنت تريدين و ولدت له أفرائيم و ميشا و استوثق ليوسف ملك مصر و قيل أنه لم يتزوجها يوسف و أنها لما رأته في موكبه بكت و قالت الحمد لله الذي جعل الملوك بالمعصية عبيدا و العبيد بالطاعة ملوكا فضمها إليه و كانت من عياله حتى ماتت عنده و لم يتزوجها و في تفسير علي بن إبراهيم بن هاشم قال لما مات العزيز و ذلك في السنين الجدبة افتقرت امرأة العزيز و احتاجت حتى سألت الناس فقالوا لها ما يضرك لو قعدت للعزيز و كان يوسف يسمى العزيز و كل ملك كان لهم سموه بهذا الاسم فقالت أستحي منه فلم يزالوا بها حتى قعدت له فأقبل يوسف في موكبه فقامت إليه زليخا و قالت سبحان من جعل الملوك بالمعصية عبيدا و العبيد بالطاعة ملوكا فقال لها يوسف أ أنت تيك قالت نعم و كان اسمها زليخا فقال لها هل لك في قالت دعني بعد ما يئست أ تهزأ بي قال لا قالت نعم قال فأمر بها فحولت إلى منزله و كانت هرمة فقال لها يوسف أ لست فعلت بي كذا و كذا قالت يا نبي الله لا تلمني‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 371
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست