responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 372

(1) - فإني بليت في بلاء لم يبل به أحد قال و ما هو قالت بليت بحبك و لم يخلق الله لك نظيرا في الدنيا و بليت بأنه لم تكن بمصر امرأة أجمل مني و لا أكثر مالا مني و بليت بزوج عنين‌ فقال لها يوسف فما حاجتك قالت تسأل الله أن يرد علي شبابي فسأل الله فرد عليها فتزوجها و هي بكر و روي عن ابن عباس عن رسول الله ص أنه قال رحم الله أخي يوسف لو لم يقل اجعلني على خزائن الأرض لولاه من ساعته و لكنه أخر ذلك سنة قال ابن عباس فأقام في بيت الملك سنة فلما انصرمت السنة من يوم سأل الإمارة دعاه الأمير فتوجه و رداه بسيفه و أمر بأن يوضع له سرير من ذهب مكلل بالدر و الياقوت و يضرب عليه كلة من إستبرق ثم أمره أن يخرج متوجا لونه كالثلج و وجهه كالقمر يرى الناظر وجهه في صفاء لون وجهه فانطلق حتى جلس على السرير و دانت له الملوك فعدل بين الناس فأحبه الرجال و النساء و ذلك قوله عز اسمه «وَ كَذََلِكَ مَكَّنََّا لِيُوسُفَ فِي اَلْأَرْضِ» أي و مثل ذلك الإنعام الذي أنعمنا عليه أقدرنا يوسف على ما يريد في الأرض يعني أرض مصر «يَتَبَوَّأُ مِنْهََا حَيْثُ يَشََاءُ» أي يتصرف فيها حيث يشاء و ينزل منها حيث يشاء «نُصِيبُ بِرَحْمَتِنََا مَنْ نَشََاءُ» أي نخص بنعم الدين و الدنيا من نشاء «وَ لاََ نُضِيعُ أَجْرَ اَلْمُحْسِنِينَ» أي المطيعين و قيل الصابرين عن ابن عباس و قيل أنه دعا الملك إلى الإسلام فأسلم عن مجاهد و غيره قالوا و أسلم أيضا كثير من الناس‌ فهذا في الدنيا} «وَ لَأَجْرُ اَلْآخِرَةِ» أي ثواب الآخرة «خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَ كََانُوا يَتَّقُونَ» لخلوصه عن الشوائب و الأقذار و في هذه إشارة إلى أنه سبحانه يؤتي يوسف في الآخرة من الثواب و الدرجات ما هو خير مما آتاه الله في الدنيا من الملك و النعمة (سؤال) قالوا كيف جاز ليوسف أن يطلب الولاية من قبل الكفرة الظلمة و جوابه لأنه علم أنه يتمكن بذلك من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و وضع الحقوق مواضعها و قد جعل الله سبحانه جميع ذلك له من جهة كونه نبيا إماما و كان يفعل ذلك من قبل الله تعالى و إنما سأل الولاية ليتمكن من الأمور التي له أن يفعلها و أيضا فإنه علم أنه سبب يتوصل به إلى الدعاء إلى الخير و إلى رؤية والديه و إخوته و في الآية دلالة على أن ذلك التمكين و الملك و التدبير كان بلطف الله سبحانه و فضله و فيها دلالة أيضا على جواز تولي القضاء من جهة الباغي و الظالم إذا يتمكن بذلك من إقامة أحكام الدين و في قوله «يَتَبَوَّأُ مِنْهََا حَيْثُ يَشََاءُ» دلالة على أن تصرفه كان باختياره من غير رجوع إلى الملك و أنه صار بحيث لا أمر عليه و في كتاب النبوة بالإسناد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن بنت إلياس قال سمعت الرضا (ع) يقول و أقبل يوسف على جمع الطعام فجمع في السبع السنين المخصبة فكبسه في الخزائن فلما مضت تلك السنون و أقبلت المجدبة أقبل يوسف على بيع الطعام فباعهم في السنة الأولى بالدراهم‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 372
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست