responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 370

(1) - و عرف فضله و أمانته و عقله لأنه استدل بكلامه على عقله و بعفته على أمانته «قََالَ إِنَّكَ اَلْيَوْمَ لَدَيْنََا مَكِينٌ أَمِينٌ» أي إنك عندنا ذو مكانة متمكن في المنزلة و القدر نافذ القول و الأمر ظاهر الأمانة مأمون ثقة قال ابن عباس يريد مكنتك من ملكي و جعلت سلطانك فيه كسلطاني و ائتمنتك فيه قال الكلبي أن رسول الملك جاءه فقال له قم فإن الملك يدعوك و ألق ثياب السجن عنك و البس ثيابا جددا فأقبل يوسف و تنظف من درن السجن و لبس ثيابه و أتى الملك و هو يومئذ ابن ثلاثين سنة فلما رآه الملك شابا حدث السن قال يا غلام هذا تأويل رؤياي‌ و لم يعلمه السحرة و لا الكهنة قال نعم فأقعده قدامه و قص عليه رؤياه و روي أن يوسف لما خرج من السجن دعا لأهله و قال اللهم اعطف عليهم بقلوب الأخيار و لا تعم عليهم الأخبار فلذلك يكون أصحاب السجن أعرف الناس بالأخبار في كل بلدة و كتب على باب السجن هذا قبور الأحياء و بيت الأحزان و تجربة الأصدقاء و شماتة الأعداء قال وهب و لما وقف بباب الملك قال حسبي ربي من دنياي و حسبي ربي من خلقه عز جاره و جل ثناؤه و لا إله غيره و لما دخل على الملك قال اللهم إني أسألك بخيرك من خيره و أعوذ بك من شره و شر غيره و لما نظر إليه الملك سلم عليه يوسف بالعربية فقال له الملك ما هذا اللسان قال لسان عمي إسماعيل ثم دعا له بالعبرانية فقال له الملك ما هذا اللسان قال لسان آبائي قال وهب و كان الملك يتكلم بسبعين لسانا فكلما كلم يوسف بلسان أجابه بذلك اللسان فأعجب الملك ما رأى منه فقال له إني أحب أن أسمع رؤياي منك شفاها فقال يوسف نعم أيها الملك رأيت سبع بقرات سمان شهب غر حسان كشف لك عنهن النيل فطلعن عليك من شاطئه تشخب أخلافهن لبنا فبينا تنظر إليهن و يعجبك حسنهن‌ إذ نضب النيل فغار ماؤه و بدأ يبسه فخرج من حمئة و وحلة سبع بقرات عجاف شعث غبر مقلصات البطون ليس لهن ضروع و لا أخلاف و لهن أنياب و أضراس و أكف كأكف الكلام و خراطيم كخراطيم السباع فاختلطن بالسمان فافترستهن افتراس السبع فأكلن لحومهن و مزقن جلودهن و حطمن عظامهن و تمششن مخهن فبينا أنت تنظر و تتعجب إذا سبع سنابل خضر و أخر سود في منبت واحد عروقهن في الثرى و الماء فبينا أنت تقول في نفسك أنى هذا و هؤلاء خضر مثمرات و هؤلاء سود يابسات و المنبت واحد و أصولهن في الماء إذ هبت ريح فذرت الأرفات من اليابسات السود على الثمرات الخضر فاشتعلت فيهن النار و أحرقتهن و صرن سودا متغيرات فهذا آخر ما رأيت من الرؤيا ثم انتبهت من نومك مذعورا فقال الملك و الله ما شأن هذه الرؤيا و إن كانت عجبا بأعجب مما سمعته منك فما ترى في رؤياي أيها الصديق فقال يوسف أرى أن تجمع الطعام و تزرع زرعا كثيرا

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 370
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست