responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 320

320

(1) - إسحاق بن إبراهيم «يََا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَ اَلشَّمْسَ وَ اَلْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سََاجِدِينَ» أي رأيت في منامي قال ابن عباس إن يوسف (ع) رأى في المنام ليلة الجمعة ليلة القدر أحد عشر كوكبا نزلن من السماء فسجدن له و رأى الشمس و القمر نزلا من السماء فسجدا له قال فالشمس و القمر أبواه و الكواكب إخوته الأحد عشر و قال السدي الشمس أبوه و القمر خالته و ذلك أن أمه راحيل قد ماتت و قال ابن عباس الشمس أمه و القمر أبوه و قال وهب كان يوسف رأى و هو ابن سبع سنين أن أحد عشر عصا طوالا كانت مركوزة في الأرض كهيئة الدائرة و إذا عصا صغيرة تثب عليها حتى اقتلعتها و غلبتها فوصف ذلك لأبيه فقال له إياك أن تذكر هذا لإخوتك ثم رأى و هو ابن اثنتي عشرة سنة أن أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر سجدت لها فقصها على أبيه فقال له‌} «لاََ تَقْصُصْ رُؤْيََاكَ عَلى‌ََ إِخْوَتِكَ» الآية و قيل أنه كان بين رؤياه و بين مصير أبيه و إخوته إلى مصر أربعون سنة عن ابن عباس و أكثر المفسرين‌ و قيل ثمانون سنة عن الحسن و لما طال الكلام كرر رؤيتهم و أعاده للتأكيد و قيل أراد بالرؤيا الأولى رؤية الأعيان و الأشخاص و بالرؤية الثانية رؤية سجودهم و اختلف في معنى هذا السجود فقيل إنه السجود المعروف على الحقيقة لتكرمته لا لعبادته و قيل معناه الخضوع له عن الجبائي كما قال الشاعر:

"ترى الأكم فيه سجدا للحوافر"

و هذا ترك الظاهر و يقال إن إخوته لما بلغهم رؤياه قالوا ما رضي أن يسجد له إخوته حتى يسجد له أبواه «قََالَ» يعقوب «يََا بُنَيَّ لاََ تَقْصُصْ رُؤْيََاكَ عَلى‌ََ إِخْوَتِكَ» أي لا تخبرهم بذلك «فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً» أي فيحسدوك أو يقابلوك بما فيه هلاكك و ذلك أن رؤيا الأنبياء وحي و علم يعقوب أن إخوة يوسف يعرفون تأويلها و يخافون علو يوسف عليهم فيحسدونه و يبغونه الغوائل «إِنَّ اَلشَّيْطََانَ لِلْإِنْسََانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ» أي ظاهر العداوة فيلقي بينهم العداوة و يحملهم على إنزال المكروه بك‌} «وَ كَذََلِكَ» أي كما أراك هذه الرؤيا تكرمة لك و بين أن إخوتك يخضعون لك أو يسجدون لك «يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ» أي يصطفيك ربك و يختارك للنبوة عن الحسن و قيل الحسن الخلق و الخلق «وَ يُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ اَلْأَحََادِيثِ» قيل معناه و يعلمك من تعبير الرؤيا لأن فيه أحاديث الناس عن رؤياهم و سماه تأويلا لأنه يؤول أمره إلى ما رأى في المنام عن قتادة و قال ابن زيد كان أعبر الناس للرؤيا و قيل معناه و يعلمك عواقب الأمور بالنبوة و الوحي إليك فتعلم الأشياء قبل كونها معجزة لك لأنه أضاف التعليم إلى الله و ذلك لا يكون إلا بالوحي عن أبي مسلم و قيل تأويل أحاديث الأنبياء و الأمم يعني كتب الله و دلائله على توحيده و المشروع من شرائعه و أمور

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 320
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست