responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 299

(1) - ابن عباس قال «اَلَّذِينَ شَقُوا» ليس فيهم كافر و إنما هم قوم من أهل التوحيد يدخلون النار بذنوبهم ثم يتفضل الله عليهم فيخرجهم من النار إلى الجنة فيكونون أشقياء في حال سعداء في حال أخرى و قال قتادة الله أعلم بمشيئته ذكر لنا أن ناسا يصيبهم سفع من النار بذنوبهم ثم يدخلهم الله الجنة برحمته يسمون الجهنميين و هم الذين أنفذ فيهم الوعيد ثم أخرجوا بالشفاعة قال و حدثنا أنس بن مالك أن رسول الله ص قال يخرج قوم من النار قال و لا تقول ما يقوله أهل حروراء و هذا القول هو المختار المعول عليه (و سادسها) أن تعليق ذلك بالمشيئة على سبيل التأكيد للخلود و التبعيد للخروج لأن الله تعالى لا يشاء إلا تخليدهم على ما حكم به فكأنه تعليق لما لا يكون بما لا يكون لأنه لا يشاء أن يخرجهم منها (و سابعها) ما قاله الحسن أن الله سبحانه استثنى ثم عزم بقوله «إِنَّ رَبَّكَ فَعََّالٌ لِمََا يُرِيدُ» أنه أراد أن يخلدهم و قريب منه ما قاله الزجاج و غيره أنه استثناء تستثنيه العرب و تفعله كما تقول و الله لأضربن زيدا إلا أن أرى غير ذلك و أنت عازم على ضربه و المعنى في الاستثناء على هذا إني لو شئت أن لا أضربه لفعلت (و ثامنها) قال يحيى بن سلام البصري أنه يعني بقوله «إِلاََّ مََا شََاءَ رَبُّكَ» ما سبقهم به الذين دخلوا قبلهم من الفريقين و احتج بقوله تعالى‌ وَ سِيقَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا إِلى‌ََ جَهَنَّمَ زُمَراً وَ سِيقَ اَلَّذِينَ اِتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى اَلْجَنَّةِ زُمَراً قال إن الزمرة تدخل بعد الزمرة فلا بد أن يقع بينهما تفاوت في الدخول و الاستثناء أن على هذا من الزمان (و تاسعها) أن المعنى خالدون في النار دائمون فيها مدة كونهم في القبور ما دامت السماوات و الأرض في الدنيا و إذا فنيتا و عدمتا انقطع عقابهم إلى أن يبعثهم الله للحساب و قوله «إِلاََّ مََا شََاءَ رَبُّكَ» استثناء وقع على ما يكون في الآخرة أورده الشيخ أبو جعفر قدس الله روحه و قال ذكره قوم من أصحابنا في التفسير (و عاشرها) أن المراد إلا ما شاء ربك أن يتجاوز عنهم فلا يدخلهم النار و الاستثناء لأهل التوحيد عن أبي مجلز قال هي جزاؤهم و إن شاء سبحانه تجاوز عنهم و الاستثناء يكون على هذا من الأعيان «وَ أَمَّا اَلَّذِينَ سُعِدُوا» أي سعدوا بطاعة الله و انتهائهم عن المعاصي «فَفِي اَلْجَنَّةِ» يكونون في الجنة «خََالِدِينَ فِيهََا مََا دََامَتِ اَلسَّمََاوََاتُ وَ اَلْأَرْضُ» أي مدة دوام السماوات و الأرض «إِلاََّ مََا شََاءَ رَبُّكَ» يتأتى فيه جميع ما ذكرناه في الاستثناء من الخلود في النار إلا ما مضى ذكره من جواز إخراج بعض الأشقياء من تناول الوعيد لهم و إخراجهم من النار بعد دخولهم فيها فإن ذلك لا يتأتى هاهنا لإجماع الأمة على أن من استحق الثواب فلا بد أن يدخل الجنة و أنه لا يخرج منها بعد دخوله فيها «عَطََاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ» أي غير مقطوع.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست