responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 298

(1) - من بعد انقطاع التكليف فحصل للاستثناء فائدة عن المازني و غيره و اختاره البلخي فإن قيل كيف يستثني من الخلود في النار ما قبل الدخول فيها فالجواب أن ذلك جائز إذا كان الإخبار به قبل دخولهم فيها (و ثالثها) أن الاستثناء الأول يتصل بقوله «لَهُمْ فِيهََا زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ» و تقديره إلا ما شاء ربك من أجناس العذاب الخارجة عن هذين الضربين و لا يتعلق الاستثناء بالخلود و في أهل الجنة يتصل بما دل عليه الكلام فكأنه قال لهم فيها نعيم إلا ما شاء ربك من أنواع النعيم و إنما دل عليه قوله‌} «عَطََاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ» عن الزجاج (و رابعها) أن يكون إلا بمعنى الواو أي و ما شاء ربك من الزيادة عن الفراء و استشهد على ذلك بقول الشاعر:

و أرى لها دارا بأغدرة السيدان # لم يدرس لها رسم

إلا رمادا هامدا دفعت # عنه الرياح خوالد سحم‌

قال و المراد بإلا الواو هاهنا و إلا كان الكلام متناقضا و هذا القول قد ضعفه محققو النحويين ـ (و خامسها) أن المراد بـ «اَلَّذِينَ شَقُوا» من أدخل النار من أهل التوحيد الذين ضموا إلى إيمانهم و طاعتهم ارتكاب المعاصي فقال سبحانه أنهم معاقبون في النار إلا ما شاء ربك من إخراجهم إلى الجنة و إيصال ثواب طاعاتهم إليهم و يجوز أن يريد بـ «اَلَّذِينَ شَقُوا» جميع الداخلين إلى جهنم ثم استثنى بقوله «إِلاََّ مََا شََاءَ رَبُّكَ» أهل الطاعات منهم ممن استحق الثواب و لا بد أن يوصل إليه و تقديره إلا ما شاء ربك أن يخرجه بتوحيده من النار و يدخله الجنة و قد يكون ما بمعنى من قال سبحانه‌ سَبَّحَ لِلََّهِ مََا فِي اَلسَّمََاوََاتِ* و قالت العرب عند سماع الرعد سبحان ما سبحت له و أما في أهل الجنة فهو استثناء من خلودهم أيضا لما ذكرناه‌ لأن من ينقل إلى الجنة من النار و خلد فيها لا بد في الإخبار عنه بتأييد خلوده أيضا من استثناء ما تقدم فكأنه قال خالدين فيها إلا ما شاء ربك من الوقت الذي أدخلهم فيه النار قبل أن ينقلهم إلى الجنة فما في قوله «مََا شََاءَ رَبُّكَ» هاهنا على بابه و الاستثناء من الزمان و الاستثناء في الأول من الأعيان و «اَلَّذِينَ شَقُوا» على هذا القول هم الذين سعدوا بأعيانهم و إنما أجري عليهم كل لفظ في الحال الذي تليق به فإذا أدخلوا النار و عوقبوا فيها فهم من أهل الشقاء و إذا نقلوا منها إلى الجنة فهم من أهل السعادة و هذا قول ابن عباس و جابر بن عبد الله و أبي سعيد الخدري و قتادة و السدي و الضحاك و جماعة من المفسرين و روي أبو روق عن الضحاك عن‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 298
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست