responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 262

(1) - كسر الميم من يومئذ فلأن يوما اسم معرب فأضيف إليه ما أضيف من العذاب و الخزي و الفزع فانجر بالإضافة و لم يفتح اليوم فتبنيه لإضافته إلى المبني لأن المضاف منفصل من المضاف إليه و لا يلزمه الإضافة فلما لم يلزم الإضافة المضاف لم يلزم فيه البناء يدلك على ذلك أنك تقول ثوب خز و دار زيد فلا يجوز فيه إلا الإعراب و إن كان الاسمان جعلا بمعنى الحرف فلم يلزمها البناء كما يلزم ما لا ينفك منه معنى الحرف نحو أين و كيف و متى فلما لم يبن المضاف للإضافة و إن كان قد عمل عمل الحرف من حيث كان غير لازم كذلك لم يبن يوم للإضافة إلى إذ لأن إضافته لم تلزم كما لم يبن المضاف و إن كان قد عمل في المضاف إليه بمعنى اللام أو بمعنى من لما لم تلزم الإضافة و أما من فتح فقال من عذاب يومئذ و من خزي يومئذ ففتح مع أنه في موضع جر فلأن المضاف يكتسي من المضاف إليه التعريف و التنكير و معنى الاستفهام و الجزاء في نحو غلام من تضرب و غلام من تضرب أضربه و النفي في نحو قولهم ما أخذت باب دار أحد فلما كان يكتسي من المضاف إليه هذه الأشياء اكتسى منه الإعراب و البناء أيضا إذا كان المضاف من الأسماء الشائعة نحو يوم و حين و مثل و يشبه بهذا الشياع الأسماء الشائعة المبنية نحو أين و كيف و لو كان المضاف مخصوصا نحو رجل و غلام لم يكتس منه البناء كما اكتسى منه الأسماء الشائعة فمما جاء من ذلك قوله:

على حين عاتبت المشيب على الصبا # و قلت أ لما أصح و الشيب وازع‌

و من ذلك قوله‌ «إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مََا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ» فمثل في موضع رفع في قول سيبويه و قد جرى وصفا على النكرة إلا أنه فتح للإضافة إلى ما و من ذلك قول الشاعر:

و تداعى مدخراه بدم # مثل ما أثمر حماض الجبل‌

لما أضاف مثل إلى المبني و كان اسما شائعا بناه و لم يعربه و ذهب أبو عثمان إلى أنه جعل مثلا مع ما بمنزلة اسم واحد فبني مثلا على الفتح و لا دلالة قاطعة على هذا القول في هذا البيت و إن كان ما ذهب إليه مستقيما فأما الكسرة في إذ فلالتقاء الساكنين و ذلك إن إذ من حكمها أن تضاف إلى الجملة من الابتداء و الخبر فلما اقتطعت عنها الإضافة نونت ليدل التنوين على أن المضاف إليه قد حذف فكسرت الذال لسكونها و سكون التنوين و قال في صرف ثمود و ترك صرفه أن هذه الأسماء التي تجري على القبائل و الأحياء على ضروب (أحدها) أن يكون اسما للحي و الأب (و الآخر) أن يكون اسما للقبيلة (و الثالث) أن يكون الغالب عليه الأب و الحي و القبيلة (و الرابع) أن يستوي ذلك في الاسم فيجري على الوجهين و لا

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست