اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 263
(1) - يكون لأحد الوجهين مزية على الآخر في الكثرة فمما جاء على أنه اسم الحي قولهم ثقيف و قريش و كل ما لا يقال فيه بنو فلان و أما ما جاء اسما للقبيلة فنحو تميم قالوا تميم بنت مر قال سيبويه سمعناهم يقولون قيس ابنة غيلان و تميم صاحبة ذلك و قالوا تغلب ابنة وائل قال:
لو لا فوارس تغلب ابنة وائل # نزل العدو عليك كل مكان
و أما ما غلب عليه اسم الحي أو القبيلة فقد قالوا بأهلة بن أعصر و قالوا يعصر و بأهلة اسم امرأة قال سيبويه و لكنه جعل اسم الحي و مجوس لم يجعل إلا اسم القبيلة و تميم أكثرهم يجعله اسم القبيلة و منهم من يجعله اسم الأب فأما ما استوى فيه أن يكون اسما للقبيلة و أن يكون اسما للحي فقال سيبويه هو ثمود و سبأ فهما مرة للقبيلتين و مرة للحيين و كثرتهما سواء قال وَ عََاداً وَ ثَمُودَ و قال «أَلاََ إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ» و قال «وَ آتَيْنََا ثَمُودَ اَلنََّاقَةَ» فإذا استوى في ثمود أن يكون مرة للقبيلة و مرة للحي فلم يكن لحمله على أحد الوجهين مزية في الكثرة فمن صرف في جميع المواضع كان حسنا و من لم يصرف في جميع المواضع كان حسنا و كذلك أن صرف في موضع و لم يصرف في موضع آخر إلا أنه لا ينبغي أن يخرج عما قرأت به القراء فإن القراءة سنة متبعة و من ذلك قول الشاعر:
كسا الله حي تغلب ابنة وائل # من اللؤم أظفارا بطيء نصولها
فقال حي ثم قال ابنة وائل فجمع بين الحي و القبيلة و أما قوله:
أولئك أولى من يهود لمدحه # إذا أنت يوما قلتها لم تؤنب
فقد قامت الدلالة على أن يهود استعملت على أنها للقبيلة و ليس للحي في قوله أولئك أولى من يهود لأن يهود لو كان للحي لصرف و أنشد أبو الحسن :
فرت يهود و أسلمت جيرانها # صمي لما فعلت يهود صمام
و كذلك جاء في الحديث تقسم يهود و مثل يهود في هذا مجوس في قول الشاعر:
"كنار مجوس تستعر استعارا"
أ لا ترى أنه لو كان للحي دون القبيلة لأنصرف.
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 263