responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 244

(1) - زوجين اثنين فيكون انتصاب اثنين على أنه صفة لزوجين فإن قلت فالزوجان قد فهم أنهما اثنان فكيف جاز وصفهما بقوله «اِثْنَيْنِ» فإنما جاز ذلك للتأكيد و التشديد كما قال‌ لاََ تَتَّخِذُوا إِلََهَيْنِ اِثْنَيْنِ و قد جاء في غير هذا من الصفات ما مصرفة إلى التأكيد كقولهم أمس الدابر و نَفْخَةٌ وََاحِدَةٌ و نَعْجَةٌ وََاحِدَةٌ قال‌ وَ مَنََاةَ اَلثََّالِثَةَ اَلْأُخْرى‌ََ قال أبو علي و يجوز في قوله «بِسْمِ اَللََّهِ مَجْرََاهََا وَ مُرْسََاهََا» أن يكون حالا من شيئين من الضمير الذي في قوله «اِرْكَبُوا» و من الضمير الذي في فيها فإن جعلت قوله «بِسْمِ اَللََّهِ» خبر مبتدإ مقدما في قول من لم يرفع بالظرف أو جعلت قوله «مَجْرََاهََا» مرتفعا بالظرف لم يكن قوله «بِسْمِ اَللََّهِ مَجْرََاهََا» إلا جملة في موضع الحال من الضمير الذي في فيها و لا يجوز أن يكون من الضمير الذي في قوله «اِرْكَبُوا» لأنه لا ذكر فيها يرجع إلى الضمير أ لا ترى أن الظرف في قول من رفع بالظرف قد ارتفع به الظاهر و في قول من رفع في هذا النحو بالابتداء قد جعل في الظرف ضمير المبتدأ فإذا كان كذلك خلت الجملة من ذكر يعود إلى ذي الحال من الحال و إذا خلا من ذلك لم يكن إلا حالا من الضمير الذي في فيها و يجوز أن يكون بسم الله حالا من الضمير الذي في قوله «اِرْكَبُوا» على أن لا يكون الظرف خبرا عن الاسم الذي هو مجريها على ما كان في الوجه الأول و يكون حالا من الضمير على حد قولك خرج بثيابه و ركب في سلاحه و المعنى ركب مستعدا بسلاحه و متلبسا بثيابه و في التنزيل وَ قَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَ هُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ فكان المعنى اركبوا متبركين باسم الله و متمسكين بذكر اسم الله و يكون في باسم الله ذكر يعود إلى المأمورين فإن قلت فكيف يكون اتصال المصدر الذي هو مجريها بالكلام على هذا فإنه يكون متعلقا بما في باسم الله من معنى الفعل و جاز تعلقه به لأنه يكون ظرفا على نحو مقدم الحاج و خفوق النجم كأنهم متبركين بهذا الاسم أو متمسكين به في وقت الجري أو الإجراء و الرسو أو الإرساء على حسب الخلاف بين القراء فيه و لا يكون الظرف متعلقا باركبوا لأن المعنى ليس عليه أ لا ترى أن المعنى لا يراد اركبوا فيها في وقت الجري و الثبات إنما المعنى اركبوا الآن متبركين باسم الله في الوقتين اللذين لا ينفك الراكبون فيها من الإجراء و الإرساء ليس يراد اركبوا وقت الجري و الرسو فموضع مجريها نصب على هذا الوجه بأنه ظرف عمل فيه المعنى و في الوجه الأول رفع بالابتداء أو بالظرف و يدل على أنه في الوجه الأول رفع و إن كان ذلك الفعل الذي كان يتعلق به لا يعتبر به الآن قول الشاعر أنشده الأصمعي :

وا بأبي أنت و فوك الأشنب # كأنما ذر عليه الزرنب‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست