اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 243
(1) -
القراءة
قرأ حفص عن عاصم «مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ» منونا و في المؤمنين كذلك و قرأ الباقون من كل زوجين مضافا و قرأ أهل الكوفة غير أبي بكر «مَجْرََاهََا» بفتح الميم و الباقون بضم الميم و اتفقوا على ضم الميم في «مُرْسََاهََا» إلا ما يرى في الشواذ عن ابن محيصن أنه فتح الميم فيهما و قرأ عاصم «يََا بُنَيَّ اِرْكَبْ مَعَنََا» بفتح الياء و الباقون بالكسر و روي عن علي بن أبي طالب (ع) و أبي جعفر محمد بن علي و جعفر بن محمد (ع) و عروة بن الزبير و نادى نوح ابنه و روي عن عكرمة ابنها و عن السدي ابناه و عن ابن عباس ابنه على الوقف.
الحجة
الوجه في قراءة حفص ما قاله أبو الحسن إن الاثنين زوجان قال الله تعالى «وَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنََا زَوْجَيْنِ» و المرأة زوج الرجل و الرجل زوجها قال و قد يقال للاثنين هما زوج قال لبيد :
من كل محفوف يظل عصية # زوج عليه كلة و قرامها
قال أبو علي من قرأ «مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ» كان قوله «اِثْنَيْنِ» مفعول الحمل و المعنى احمل من الأزواج إذا كانت اثنين اثنين زوجين فالزوجان في قوله من كل زوجين يراد بهما الشياع و ليس يراد بهما الناقص عن الثلاثة و مثل ذلك قول الشاعر:
فاعمد لما يعلو فما لك بالذي # لا تستطيع من الأمور يدان
إنما يريد تشديد انتفاء قوته عنه و تكثيره و يبين هذا المعنى قول الفرزدق :
و كل رفيقي كل رحل و إن هما # تعاطى القنا قوما هما أخوان
فرفيقان اثنان لا يكونان رفيقي كل رحل و إنما يريد الرفقاء إذا كانوا رفيقين و من نون فقال «مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ» فحذف المضاف إليه من كل و نون فالمعني من كل شيء و من كل زوج
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 243