responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 231

(1) -

القراءة

قرأ نافع و ابن عامر و عاصم و حمزة «إِنِّي لَكُمْ» بكسر الهمزة و الباقون أني بفتحها و قرأ أبو عمرو و نصر عن الكسائي بادئ الرأي بالهمزة و قرأ الباقون «بََادِيَ اَلرَّأْيِ» بالياء غير مهموز و قرأ أهل الكوفة غير أبي بكر «فَعُمِّيَتْ» بضم العين و تشديد الميم و الباقون فعميت بفتح العين مخففا.

الحجة

قال أبو علي من فتح أني فإنه يحملها على أرسلنا أي أرسلناه بأني لكم نذير مبين فإن قيل لو كان محمولا عليه لكان أنه لأن نوحا اسم للغيبة قيل هذا لا يمتنع لأن الخطاب بعد الغيبة في نحو هذا سائغ أ لا ترى قوله‌ «وَ كَتَبْنََا لَهُ فِي اَلْأَلْوََاحِ» ثم قال «فَخُذْهََا بِقُوَّةٍ» و من كسر فالوجه فيه أنه حمله على القول المضمر لأنه مما قد أضمر كثيرا في القرآن قال سبحانه‌ «وَ اَلْمَلاََئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بََابٍ ` سَلاََمٌ» أي يقولون سلام و قال‌ «وَ اَلَّذِينَ اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيََاءَ مََا نَعْبُدُهُمْ إِلاََّ لِيُقَرِّبُونََا إِلَى اَللََّهِ زُلْفى‌ََ» أي قالوا ما نعبدهم فإن قلت فهلا رجحت قراءة من قرأ إن على قراءة من كسر لأن قوله «أَنْ لاََ تَعْبُدُوا» محمول على الإرسال و إذا فتحت إن كان أشكل بما بعدها لحملها جميعا على الإرسال يقال لك إن من كسر قال يجوز أن يكون قوله «إِنِّي لَكُمْ» و ما بعده محمولا على الاعتراض بين المفعول و ما يتصل به مما بعده كما كان في قوله‌ «قُلْ إِنَّ اَلْهُدى‌ََ هُدَى اَللََّهِ» اعتراضا بينهما في قوله‌ «وَ لاََ تُؤْمِنُوا إِلاََّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ» فكذلك قوله «إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ» لأن التقدير و لقد أرسلنا نوحا إلى قومه أن لا تعبدوا إلا الله و أما قوله «بََادِيَ اَلرَّأْيِ» فقد حكى أبو علي عن الجبائي أنه قال يقال أنت بادي الرأي يريد ظاهر الرأي لا يهمز بادي و بادئ الرأي مهموز فمن لم يهمز أراد أنت فيما بدا من الرأي أي أنت ظاهر الرأي و من همز أراد أنت أول الرأي و مبتدؤه قال أبو علي المعنى فيمن قال بادي الرأي بلا همز فجعله من بدا الشي‌ء إذا ظهر أي ما اتبعك إلا الأراذل فيما ظهر لهم من الرأي إن لم يتعقبوه ينظر فيه و لا يبين لهم و من همز أراد اتبعوك في أول الأمر من غير أن يتبعوا الرأي بفكر و روية فيه و هاتان الكلمتان يتقاربان في المعنى لأن الهمزة في اللام معناه ابتداء الشي‌ء و أوله و اللام إذا كانت واوا كان المعنى الظهور و ابتداء الشي‌ء يكون ظهورا و إن كان الظهور قد يكون ابتداء و غير ابتداء فلذلك‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست