اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 230
(1) -
اللغة
الإخبات للطمأنينة و أصله الاستواء من الخبت و هو الأرض المستوية الواسعة فكان الإخبات خشوع مستمر على استواء فيه و المثل قول سائر يشبه فيه حال الثاني بحال الأول و العمي عبارة عن فساد آلة الرؤية و ليس بمعنى يضاد الأبصار و كذلك الصمم عبارة عن فساد آلة السمع لأن الصحيح إن الإدراك أيضا ليس بمعنى .
ـ
المعنى
لما تقدم ذكر الكفار و ما أعد الله لهم من العذاب عقبه سبحانه بذكر المؤمنين فقال «إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا» أي صدقوا الله و رسوله و اعتقدوا وحدانيته «وَ عَمِلُوا اَلصََّالِحََاتِ» التي أمرهم الله تعالى بها و رغبهم فيها «وَ أَخْبَتُوا إِلىََ رَبِّهِمْ» أي أنابوا و تضرعوا إليه عن ابن عباس و قيل معناه اطمأنوا إلى ذكره عن مجاهد و قيل خضعوا له و خشعوا إليه عن قتادة و الكل متقارب و قيل إن معناه و أخبتوا لربهم فوضع إلى موضع اللام كما قال سبحانه أَوْحىََ لَهََا بمعنى أوحي إليها و قال يُنََادِي لِلْإِيمََانِ«أُولََئِكَ أَصْحََابُ اَلْجَنَّةِ هُمْ فِيهََا خََالِدُونَ» ظاهر المعنى ثم ضرب سبحانه مثلا للمؤمنين و الكافرين فقال} «مَثَلُ اَلْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمىََ وَ اَلْأَصَمِّ وَ اَلْبَصِيرِ وَ اَلسَّمِيعِ» أي مثل فريق المسلمين كالبصير و السميع و مثل فريق الكافرين كالأعمى و الأصم لأن المؤمن ينتفع بحواسه لاستعماله إياها في الدين و الكافر لا ينتفع بها فصارت حواسه بمنزلة المعدوم و إنما دخل الواو ليبين أن حال الكافر كحال الأعمى على حدة و كحال الأصم على حدة و حال من يكون قد جمع بين الصفتين جميعا «هَلْ يَسْتَوِيََانِ مَثَلاً» أي هل يستوي حال الأعمى الأصم و حال البصير السميع عند عاقل فكما لا تستوي هاتان الحالتان عند العقلاء كذلك لا تستوي حال الكافر و المؤمن «أَ فَلاََ تَذَكَّرُونَ» أي أ فلا تتفكرون في ذلك فتسلموا صحة ما ذكرناه.
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 230