responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 232

(1) - يستعمل كل واحد مكان الآخر و جاز في اسم الفاعل أن يكون ظرفا كما جاز في فعيل نحو قريب و ملي‌ء لأن فاعلا و فعيلا يتعاقبان على المعنى نحو عالم و عليم و شاهد و شهيد و حسن ذلك إضافته إلى الرأي و قد أجروا المصدر أيضا في إضافته إليه في قولهم أما جهد رأي فإني منطلق فهذا لا يكون إلا ظرفا و فعل إذا كان مصدرا و فاعل قد يتفقان في أشياء و قد يجوز في قول من همز فقال بادي الرأي إذا خفف الهمز أن يقول بادي الرأي فيقلب الهمزة ياء لانكسار ما قبلها فيكون كقولهم مير في جمع ميرة و ذيب في جمع ذيبة و العامل في هذا الظرف هو قولك اتبعك التقدير ما اتبعك في أول رأيهم أو فيما ظهر من رأيهم إلا أراذلنا فأخر الظرف و أوقع بعد إلا الظرف و لو كان بدل الظرف غيره لم يجز أ لا ترى أنك لو قلت ما أعطيت أحدا إلا زيدا درهما فأوقعت بعد إلا اسمين لم يجز لأن الفعل أو معنى الفعل في الاستثناء يصل إلى ما انتصب به بتوسط الحرف و لا يصل الفعل بتوسط الحرف إلى أكثر من مفعول أ لا ترى أنك إذا قلت استوى الماء و الخشبة فنصبت الخشبة لم يجز أن تتبعه اسما آخر تنصبه فكذلك المستثنى إذا ألحقته إلا و أوقعت بعدها اسما مفردا لم يجز أن تتبعه آخر و لو قلت ما ضرب القوم إلا بعضهم بعضا لم يجز و تصحيحها ما ضرب القوم أحدا إلا بعضهم بعضا تبدل الاسمين بعد إلا من الاسمين قبلها قال جامع العلوم البصير النحوي إن أبا علي حمل «بََادِيَ اَلرَّأْيِ» هنا على أنه ظرف لما قبله ثم رجع عن مثله في قوله‌ «وَ مََا كََانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اَللََّهُ إِلاََّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرََاءِ حِجََابٍ» فحمله على فعل آخر دل عليه يكلمه على تقدير أو يكلمه الله من وراء حجاب قال و الظرف في الآيتين عندنا محمول على الفعل قبل إلا لأن الظرف قد يكتفي فيه برائحة الفعل انتهى كلامه و أقول إن ما قاله فيه نظر لأن أبا علي قال في تلك الآية لا يعمل ما قبل الاستثناء إذا كان كلاما تاما فيما بعده و ليس ما قبل إلا في هذه الآية كلاما تاما فإن قوله «اَلَّذِينَ هُمْ أَرََاذِلُنََا» فاعل لقوله «اِتَّبَعَكَ» فلذلك فرق بين الموضعين رجع كلام أبي علي و أما تحقيق الهمزة و تخفيفها في الرأي فأهل تحقيق الهمزة يخففونها و أهل التخفيف يبدلون منها الألف و كذلك ما أشبهه من نحو البأس و الرأس و الفأس و من قرأ فعميت بالتخفيف يقوي قوله اجتماعهم على التخفيف في قوله سبحانه «فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ اَلْأَنْبََاءُ» و هذه مثلها و يجوز في قوله «فَعُمِّيَتْ» أمران أحدهما أن يكون عموهم عنها الآن و الرحمة لا تعمي و إنما يعمى عنها فيكون كقولهم أدخلت القلنسوة في رأسي و نحو ذلك مما يقلب إذا لم يكن فيه إشكال و في التنزيل فَلاََ تَحْسَبَنَّ اَللََّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ و قال الشاعر:

ترى الثور فيها مدخل الظل رأسه # و سائره باد إلى الشمس أجمع‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست