responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 210

(1) - يكون لإحدى الصفتين عنده مزية على الأخرى فيقف و هو معنى غير الاعتقاد عند أبي علي الجبائي و أبي هاشم ثم رجع عنه أبو هاشم و قال ليس بمعنى و هو اختيار القاضي و التوفي قبض الشي‌ء على التمام و الإقامة نصب الشي‌ء و نقيضه الإضجاح و أقام بالمكان استمر فيه كاستمرار القيام في جهة الانتصاب و المماسة و المطابقة و المجامعة نظائر و ضدها المباينة و الكشف رفع الساتر المانع من الإدراك فكان الضر هاهنا ساتر يمنع من إدراك الإنسان .

الإعراب‌

«إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ» شرط و جوابه في قوله «فَلاََ أَعْبُدُ» و إنما صح ذلك لأن معناه إن كنتم في شك فلا تطمعوا في تشكيكي حتى أعبد غير الله كعبادتكم.

المعنى‌

ثم أمر سبحانه نبيه ص بالبراءة عن كل معبود سواه فقال «قُلْ» يا محمد لهؤلاء الكفار «يََا أَيُّهَا اَلنََّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي» أ حق هو أم لا «فَلاََ أَعْبُدُ اَلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ» لشككم في ديني «وَ لََكِنْ أَعْبُدُ اَللََّهَ اَلَّذِي يَتَوَفََّاكُمْ» أي يقدر على إماتتكم و هذا يتضمن تهديدا لهم لأن وفاة المشركين ميعاد عذابهم التي قيل كيف قال إن كنتم في شك من ديني مع اعتقادهم بطلان دينه فجوابه من وجوه (أحدها) أن يكون التقدير من كان شاكا في أمري فهذا حكمه (و الثاني) أنهم في حكم الشاك للاضطراب الذي يجدونه في أنفسهم عند ورود الآيات‌ (و الثالث) أن فيهم من كان شاكا فغلب ذكرهم «وَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ» أي و أمرني ربي أن أكون من المصدقين بالتوحيد و إخلاص العبادة له «وَ أَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ» هذا عطف على ما قبله فكأنه قال و قيل لي و أقم وجهك «لِلدِّينِ» أي استقم في الدين بإقبالك على ما أمرت به من القيام بأعباء الرسالة و تحمل أمر الشريعة بوجهك و قيل معناه و أقم وجهك في الصلاة بالتوجه نحو الكعبة «حَنِيفاً» أي مستقيما في الدين «وَ لاََ تَكُونَنَّ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ» هذا نهي عن الإشراك مع الله سبحانه غيره في العبادة «وَ لاََ تَدْعُ مِنْ دُونِ اَللََّهِ مََا لاََ يَنْفَعُكَ» إن أطعته «وَ لاََ يَضُرُّكَ» إن عصيته و تركته أي لا تدعه إلها كما يدعوا المشركون الأوثان آلهة و إنما قال «مََا لاََ يَنْفَعُكَ وَ لاََ يَضُرُّكَ» مع أنه لو نفع و ضر لم تحسن عبادته أيضا لأمرين (أحدهما) أن معناه ما لا ينفعك نفع الإله و لا يضرك ضرره (و الثاني) أنه إذا كان عبادة غير الله ممن يضر و ينفع قبيحة فعبادة من لا يضر و لا ينفع أقبح «فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ اَلظََّالِمِينَ» معناه فإن خالفت ما أمرت به‌ من عبادة غير الله كنت ظالما لنفسك بإدخالك الضرر الذي هو العقاب عليها و هذا الخطاب و إن كان متوجها إلى النبي ص في الظاهر فالمراد به أمته‌} «وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اَللََّهُ بِضُرٍّ» معناه و إن أحل الله بك ضرا من بلاء أو شدة أو مرض «فَلاََ كََاشِفَ لَهُ إِلاََّ هُوَ» أي لا يقدر أحد على كشفه غيره كأنه سبحانه‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست