اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 211
(1) - لما بين أن غيره لا ينفع و لا يضر عقبه ببيان كونه قادرا على النفع و الضر «وَ إِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ» من صحة جسم و نعمة و خصب و نحوها «فَلاََ رَادَّ لِفَضْلِهِ» أي لا يقدر على منعه أحد و تقديره و إن يردك خيرا و يجوز فيه التقديم و التأخير يقال فلان يريدك بالخير و يريد بك الخير «يُصِيبُ بِهِ» أي بالخير «مَنْ يَشََاءُ مِنْ عِبََادِهِ» فيعطيه على ما تقتضيه الحكمة و يعلمه من المصلحة «وَ هُوَ اَلْغَفُورُ» لذنوب عباده «اَلرَّحِيمُ» بهم.
ـ
المعنى
ثم ختم الله سبحانه السورة بالموعظة الحسنة تسلية للنبي ص و الوعد للمؤمنين و الوعيد للكافرين فقال عز اسمه «قُلْ» يا محمد مخاطبا للمكلفين «يََا أَيُّهَا اَلنََّاسُ قَدْ جََاءَكُمُ اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ» و هو القرآن و دين الإسلام و الأدلة الدالة على صحته و قيل يريد بالحق النبي ص و معجزاته الظاهرة «فَمَنِ اِهْتَدىََ» بذلك بأن نظر فيه و عرفه حقا و صوابا «فَإِنَّمََا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ» معناه فإن منافع ذلك من الثواب و غيره يعود عليه «وَ مَنْ ضَلَّ» عنه و عدل عن تأمله و الاستدلال به «فَإِنَّمََا يَضِلُّ عَلَيْهََا» أي على نفسه لأنه يجني عليها «وَ مََا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ» أي و ما أنا بحفيظ لكم عن الهلاك إذا لم تنظروا أنتم لأنفسكم و لم تعلموا بما يخلصها كما يحفظ الوكيل مال غيره و المعنى أنه ليس علي إلا البلاغ و لا يلزمني أن أجعلكم مهتدين و إن أنجيكم من النار كما يجب على من وكل على متاع أن يحفظه من الضرر} «وَ اِتَّبِعْ مََا يُوحىََ إِلَيْكَ وَ اِصْبِرْ» على أذى الكافرين و تكذيبهم «حَتََّى يَحْكُمَ اَللََّهُ» بينك و بينهم بإظهار دينه و إعلاء أمره «وَ هُوَ خَيْرُ اَلْحََاكِمِينَ» لأنه لا يحكم إلا بالعدل و الصواب.
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 211