اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 196
(1) - «وَ اُشْدُدْ عَلىََ قُلُوبِهِمْ» معناه ثبتهم على المقام ببلدهم بعد إهلاك أموالهم فيكون ذلك أشد عليهم و قيل معناه أمتهم بعد سلب أموالهم و أهلكهم و قيل أنه عبارة عن الخذلان و الطبع «فَلاََ يُؤْمِنُوا حَتََّى يَرَوُا اَلْعَذََابَ اَلْأَلِيمَ» قد ذكرنا وجوهه و قيل معناه أنهم لا يؤمنون إيمان إلجاء حتى يروا العذاب و هم مع ذلك لا يؤمنون إيمان اختيار أصلا ثم أخبر سبحانه أنه أجاب لهما الدعوة فقال} «قََالَ» أي قال الله تعالى لموسى و هارون «قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمََا» و الداعي كان موسى (ع) لأنه كان يدعو و كان هارون يؤمن على دعائه فسماهما داعيين عن عكرمة و الربيع و أبي العالية و أكثر المفسرين و لأن معنى التأمين اللهم استجب هذا الدعاء «فَاسْتَقِيمََا» أي فاثبتا على ما أمرتما من دعاء الناس إلى الإيمان بالله تعالى و الإنذار و الوعظ قال ابن جريج مكث فرعون بعد هذا الدعاء أربعين سنة و روي ذلك عن أبي عبد الله (ع)«وَ لاََ تَتَّبِعََانِّ سَبِيلَ اَلَّذِينَ لاََ يَعْلَمُونَ» نهاهما سبحانه عن أن يتبعا طريقة من لا يؤمن بالله و لا يعرفه و لا يعرف أنبياءه (ع) .
ـ
القراءة
قرأ أهل الكوفة غير عاصم آمنت إنه بكسر الألف و الباقون أنه بالفتح و روي عن أبي جعفر و نافع الآن بإلقاء حركة الهمزة على اللام و حذف الهمزة و قرأ ننجيك خفيفة قتيبة و يعقوب و سهل و الباقون «نُنَجِّيكَ» بالتشديد و في الشواذ قراءة أبي بن كعب و محمد بن السميفع ننحيك بالحاء.
الحجة
قال أبو علي من قرأ «آمَنْتُ أَنَّهُ» بالفتح فلأن هذا الفعل يصل بحرف الجر في
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 196