responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 187

(1) - جواب الشرط مع أنه متوكل عليه في جميع أحواله ليبين لهم أنه متوكل في هذا التفصيل لما في إعلامه ذلك من زجرهم عنه لأن الله تعالى يكفيه أمرهم و معناه فإلى الله فوضت أمري و به وثقت إن يكفيني أمركم «فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَ شُرَكََاءَكُمْ» معناه فاعزموا على أمركم مع شركائكم و اتفقوا على أمر واحد من قتلي و طردي و لا تضطربوا فيه فتختلف أحوالكم فيما تلقونني به و هذا تهديد في صورة الأمر و قيل معناه اعزموا على أمركم و ادعوا شركاءكم فبين (ع) إنه لا يرتدع عن دعائهم‌ و عيب آلهتهم مستعينا بالله عليهم واثقا بأنه سبحانه يعصمه منهم و قيل أراد بالشركاء الأوثان التي كانوا يعبدونها من دون الله و قيل أراد من شاركهم في دينهم «ثُمَّ لاََ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً» أي لا يكن أمركم عليكم غما و حزنا بأن ترددوا فيه و قيل معناه ليكن أمركم ظاهرا مكشوفا و لا يكونن مغطى مبهما مستورا من غممت الشي‌ء إذا سترته و قيل معناه لا تأتوه من غير أن تتشاوروا و من غير أن يجتمع رأيكم عليه لأن من حاول أمرا من غير أن يعلم كيف يتأتى ذلك كان أمره غمة عليه «ثُمَّ اُقْضُوا إِلَيَّ وَ لاََ تُنْظِرُونِ» أي انهضوا إلي فاقتلوني إن وجدتم إليه سبيلا و لا تؤخروني و لا تمهلوني عن ابن عباس و قيل معنى اقضوا إلي افعلوا ما تريدون و أدخلوا إلي لأنه بمعنى أفرغوا من جميع حيلكم كما يقال خرجت إليك من العهدة و قيل معناه توجهوا إلى و روي عن بعضهم أنه قرأ ثم أفضوا إلى أي أسرعوا إلي من الفضاء لأنه إذا صار إلى الفضاء تمكن من الإسراع و هذا كان من معجزات نوح (ع) لأنه كان وحيدا مع نفر يسير و قد أخبر بأنهم لا يقدرون على قتله و على أن ينزلوا به سواء لأن الله تعالى ناصره و حافظه عنهم‌} «فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ» أي ذهبتم عن الحق و اتباعه و لم تقبلوه و لم تنظروا فيه «فَمََا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ» أي لا أطلب منكم أجرا على ما أؤديه إليكم من الله فيثقل ذلك عليكم و قيل معناه‌ إن أعرضتم عن قبول قولي لم يضرني لأني لم أطلع فيما لكم فيفوتني ذلك بتوليكم عني و إنما يعود الضرر عليكم «إِنْ أَجْرِيَ إِلاََّ عَلَى اَللََّهِ» أي ما أجري إلا على الله في القيام بأداء الرسالة «وَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ» أي أمرني الله بأن أكون من المستسلمين لأمر الله بطاعته ثقة بأنها خير ما يكتسبه العباد} «فَكَذَّبُوهُ» يعني أنهم كذبوا نوحا أي نسبوه إلى الكذب فيما يذكره من أنه نبي الله و إن الله بعثه إليهم ليدعوهم إلى طاعته «فَنَجَّيْنََاهُ وَ مَنْ مَعَهُ فِي اَلْفُلْكِ» أي في السفينة «وَ جَعَلْنََاهُمْ خَلاََئِفَ» أي جعلنا الذين نجوا مع نوح خلفاء لمن هلك بالغرق و قيل أنهم كانوا ثمانين نفسا و قال البلخي يجوز أن يكون أراد جعلناهم رؤساء في الأرض «وَ أَغْرَقْنَا اَلَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيََاتِنََا» أي أهلكنا باقي أهل الأرض أجمع لتكذيبهم لنوح (ع) «فَانْظُرْ» أيها السامع «كَيْفَ كََانَ عََاقِبَةُ اَلْمُنْذَرِينَ» أي المخوفين بالله و عذابه أي كيف أهلكهم الله‌

ـ

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست