اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 186
(1) - الأعرج و عاصم و الجحدري و الزهري فاجمعوا أمركم مفتوحة الميم موصولة الهمزة من جمع.
الحجة
من قرأ «فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَ شُرَكََاءَكُمْ» بالرفع رفعه على العطف على الضمير في أجمعوا و ساغ عطفه على الضمير من غير توكيد من أجل طول الكلام بقوله «أَمْرَكُمْ» و إذا جاز في قوله سبحانه «مََا أَشْرَكْنََا وَ لاََ آبََاؤُنََا» إن نكتفي من طول الكلام بلا و إن كانت بعد حرف العطف كان الاكتفاء من التوكيد بما هو أطول من لا و هو أيضا قبل الواو كما أن التوكيد لو ظهر لكان قبلها أحرى فلو قال قائل قم و زيد كان أقبح من أن يقول قمت و زيد و ذلك لأن المعطوف عليه في قم و زيد ضمير مستكن لا لفظ له فهو أضعف من ضمير المخاطب أو المتكلم في قمت لأن له لفظا و هو التاء و قمت و زيد أضعف من قمنا و زيد لأن"نا"من قمنا أتم لفظا من التاء في قمت و أما «شُرَكََاءَكُمْ» بالنصب فقد قيل فيه أنه منصوب على إضمار فعل كأنه قيل و ادعوا شركاءكم قالوا و كذا هو في مصحف أبي و قيل تقديره فاجمعوا أمركم و أجمعوا شركاءكم لأن أجمعوا يدل عليه و ذهب المحققون إلى أنه مفعول معه و تقديره مع شركائكم كما أنشد سيبويه :
فكونوا أنتم و بني أبيكم # مكان الكليتين من الطحال
و يقال أجمعت الأمر و جمعت الأمر و أجمعت على الأمر أي عزمت عليه قال المؤرج أجمعت الأمر أفصح من أجمعت عليه قال أبو الهيثم أجمع أمره إذا جعله جمعا بعد ما كان متفرقا قال:
"هل أغدون يوما و أمري مجمع"
اللغة
الغمة ضيق الأمر الذي يوجب الحزن و الغمة و الكربة و الضغطة و الشدة نظائر و نقيضه الفرجة و قيل غمة مغطى تغطية خبره مأخوذ من غم الهلال إذا حال دون رؤيته غيم .
المعنى
ثم أمر الله سبحانه نبيه ص أن يقرأ عليهم أخبار نوح فقال «وَ اُتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ » أي خبره «إِذْ قََالَ لِقَوْمِهِ» الذين بعث إليهم «يََا قَوْمِ إِنْ كََانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقََامِي» أي شق و عظم عليكم إقامتي بين أظهركم «وَ تَذْكِيرِي» أي وعظي و تنبيهي إياكم «بِآيََاتِ اَللََّهِ» أي بحججه و بيناته على صحة التوحيد و العدل و النبوة و المعاد و بطلان ما تدينون به و في الكلام حذف هو قوله و عزمتم على قتلي و طردي من بين أظهركم «فَعَلَى اَللََّهِ تَوَكَّلْتُ» جعله
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 186