responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 350

(1) - على آبائهم أنهم عرفوا ذلك في كتبهم و أقروا بصحته فالحجة لازمة لهم و عتب المخالفة يلحقهم كما يلحق آباءهم «وَ أَرْسَلْنََا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمََا جََاءَهُمْ رَسُولٌ بِمََا لاََ تَهْوى‌ََ أَنْفُسُهُمْ» أي مما لا تهوى أنفسهم أي بما لا يوافق مرادهم «فَرِيقاً كَذَّبُوا وَ فَرِيقاً يَقْتُلُونَ» أي كذبوا طائفة و قتلوا طائفة فإن قيل لم عطف المستقبل على الماضي فجوابه ليدل على أن ذلك من شأنهم ففيه معنى كذبوا و قتلوا و يكذبون و يقتلون مع أن قوله «يَقْتُلُونَ» فاصلة يجب أن يكون موافقا لرءوس الآي و يمكن أن يقال التقدير فيه فريقا كذبوا لم يقتلوه و فريقا كذبوا يقتلون فيكون يقتلون صفة للفريق و لم يكن فيه عطف المستقبل على الماضي و على الجواب الأول لم يكن كذبوا و يقتلون صفة للفريق لأن التقدير كذبوا فريقا و يقتلون فريقا و قد ذكرنا تفسير الفريقين في سورة البقرة عند قوله‌ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ «وَ حَسِبُوا» أي و ظنوا «أَلاََّ تَكُونَ فِتْنَةٌ» أي عقوبة على قتلهم و تكذيبهم يريد و ظنوا أن الله لا يعذبهم عن عطاء عن ابن عباس و قيل حسب القوم أن لا يكون بلية عن قتادة و الحسن و السدي و قيل فتنة أي شدة و قحط عن مقاتل و الكل متقارب و قيل و حسبوا فعلهم غير فاتن لهم و ذلك أنهم كانوا يقولون نحن أبناء الله و أحباؤه عن الزجاج و قيل معناه و قدروا أن لا تقع بهم فتنة في الإصرار على الكفر و ظنوا أن ذلك لا يكون موبقا لهم عن ابن الأنباري «فَعَمُوا وَ صَمُّوا» على التشبيه بالأعمى و الأصم لأنه لا يهتدي إلى طريق الرشد في الدين لإعراضه عن النظر كما لا يهتدي هذا إلى طريق الرشد في الدنيا لأجل عماه و صممه «ثُمَّ تََابَ اَللََّهُ عَلَيْهِمْ» يريد أن فريقا منهم تابوا فتاب الله عليهم «ثُمَّ عَمُوا وَ صَمُّوا» أي عادوا إلى ما كانوا عليه يريد فلما انقضت تلك القرون و نشأت قرون أخر تخلقوا بأخلاق آبائهم فعموا عن الحق و صموا عن استماعه و قيل معناه لما تابوا دفع الله عنهم البلاء ثم صار «كَثِيرٌ مِنْهُمْ» كما كانوا و قيل أراد بكثير منهم من كان في عصر نبينا ص «وَ اَللََّهُ بَصِيرٌ بِمََا يَعْمَلُونَ» أي عليم بأعمالهم و هذا كالوعيد لهم.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست