اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 349
349
(1) - أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ اَلنََّاسُفَخَشِينََا أَنْ يُرْهِقَهُمََا و أما ما يجذب مرة إلى هذا الباب و مرة إلى هذا الباب فنحو حسبت و ظننت و زعمت و هذا النحو يجعل مرة بمنزلة أرجو و أطمع من حيث كان أمرا غير مستقر و مرة يجعل بمنزلة العلم من حيث يستعمل استعماله و من حيث كان خلافه و الشيء قد يجري مجرى الخلاف نحو عطشان و ريان فأما استعمالهم إياه استعمال العلم فهو أنهم قد أجابوه بجواب القسم حكى سيبويه ظننت لتسبقني و ظَنُّوا مََا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ كما قالوا و لقد علمت لتأتين منيتي و لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات و الأرض و كلهم قرأ «فِتْنَةٌ» بالرفع لأنهم جعلوا كان بمنزلة وقع و لو نصب فقيل أن لا تكون فتنة على أن لا يكون قوله «فِتْنَةٌ» لكان جائزا في العربية و إنما رفع لاتباع الأثر و إنما حسن وقوع أن الخفيفة من الشديدة في قراءة من رفع و إن كان بعده فعل لدخول لا و لكونها عوضا عن حذف الضمير معه و إيلائه ما لم يكن يليه و لو قلت علمت أن تقول لم يحسن حتى تأتي بما يكون عوضا نحو قد و لا و السين و سوف كما في قوله عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضىََ فإن قلت قد جاء وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسََانِ إِلاََّ مََا سَعىََ فلم يدخل بين أن و ليس شيء فإنما جاء هذا لأن ليس ليس بفعل على الحقيقة و أما قوله «كَثِيرٌ مِنْهُمْ» فيرتفع من ثلاثة أوجه (أحدها) أن يكون بدلا من الواو في عموا و صموا (و الثاني) أن يكون خبر مبتدإ محذوف كأنه قال ذو العمى و الصمم كثير منهم (و الثالث) أن يكون على لغة أكلوني البراغيث و عليه قول الشاعر:
يلومونني في اشتراء النخيل # أهلي فكلهم يعذل
و قال الفرزدق :
ألقيتا عيناك عند القفا # أولى فأولى لك ذا واقية
و قال الهذلي :
و لكن ديافي أبوه و أمه # بحوران يعصرن السليط أقاربه.
ـ
المعنى
ثم أقسم سبحانه بأنه أخذ عليهم الميثاق فقال «لَقَدْ أَخَذْنََا مِيثََاقَ بَنِي إِسْرََائِيلَ » يريد الإيمان المؤكدة التي أخذها أنبياؤهم عليهم في الإيمان بمحمد و الإقرار به و قيل أخذ ميثاقهم على الإخلاص في التوحيد و العمل بما أمر به و الانتهاء عما نهى عنه و التصديق برسله و البشارة بمحمد ص و وجه الاحتجاج عليهم بذلكو إن كان أخذ الميثاق
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 349