responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 335

(1) - عيسى و أصلها التقرير لوجوب الشي‌ء عن الأول فنقلت إلى التحضيض على فعل الثاني من أجل الأول و إن لم يذكر لا و لا بد معها من لا لأنه دخلها معنى لم لا تفعل و متى قيل كيف تدخل لو لا على الماضي و هي للتحضيض و في التحضيض معنى الأمر قيل لأنها تدخل للتحضيض و التوبيخ فإذا كانت مع الماضي فهو توبيخ‌كقوله تعالى‌ لَوْ لاََ جََاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدََاءَ .

المعنى‌

ثم أخبر الله تعالى عن هؤلاء المنافقين بقوله «وَ إِذََا جََاؤُكُمْ» أيها المؤمنون «قََالُوا آمَنََّا» أي صدقنا «وَ قَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَ هُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ» قيل فيه قولان (أحدهما) أنهم دخلوا به على النبي ص و خرجوا به من عنده أي دخلوا و خرجوا كافرين و الكفر معهم في كلتا حالتيهم عن الحسن و قتادة (و الثاني) أن معناه و قد دخلوا به في أحوالهم و خرجوا به إلى أحوال أخر كقولك هو يتقلب في الكفر و يتصرف فيه و قوله و هم قد خرجوا به أكد الكلام بالضمير تعيينا إياهم بالكفر و تمييزا لهم من غيرهم بهذه الصفة «وَ اَللََّهُ أَعْلَمُ بِمََا كََانُوا يَكْتُمُونَ» معناه بما كانوا يكتمون من نفاقهم إذا أظهروا بألسنتهم ما أضمروا خلافه في قلوبهم ثم بين الله سبحانه أنهم يضمون إلى نفاقهم خصالا أخر ذميمة فقال‌} «وَ تَرى‌ََ» يا محمد «كَثِيراً مِنْهُمْ» قيل المراد بالكثير رؤساؤهم و علماؤهم «يُسََارِعُونَ» يبادرون «فِي اَلْإِثْمِ وَ اَلْعُدْوََانِ» قيل الإثم الكفر عن السدي و العدوان مجاوزة حدود الله و تعديها و قيل الإثم كل معصية و هو الأولى و العدوان الظلم أي يسارعون في ظلم الناس و في الجرم الذي يعود عليهم بالوبال و الخسران «وَ أَكْلِهِمُ اَلسُّحْتَ» أي الرشوة في الحكم عن الحسن و سماها سحتا لأنه يؤدي إلى الاستئصال و يقال لأنها تذهب بالبركة من المال قال أهل المعاني أكثر ما تستعمل المسارعة في الخير كقوله تعالى «يُسََارِعُونَ» و فائدة لفظة المسارعة و إن كان لفظ العجلة أدل على الذم أنهم يعملونه كأنهم محقون فيه‌و لذلك قال ابن عباس في تفسيره و إنهم يجترءون على الخطإ «لَبِئْسَ مََا كََانُوا يَعْمَلُونَ» أي لبئس العمل عملهم‌} «لَوْ لاََ يَنْهََاهُمُ» أي هلا ينهاهم و الكناية في هم تعود إلى الكثير «اَلرَّبََّانِيُّونَ» أي العلماء بالدين الذين من قبل الرب على وجه تغير الاسم كما قالوا روحاني بالنسبة إلى الروح و بحراني بالنسبة إلى البحر و قال الحسن الربانيون علماء أهل الإنجيل «وَ اَلْأَحْبََارُ» علماء أهل التوراة و قال غيره كلهم من اليهود لأنه يتصل بذكرهم «عَنْ قَوْلِهِمُ اَلْإِثْمَ» أي عن تحريفهم الكتاب و قيل عن كل ما

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست