اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 336
(1) - قالوه بخلاف الحق «وَ أَكْلِهِمُ اَلسُّحْتَ» أي الحرام و الرشوة «لَبِئْسَ مََا كََانُوا يَصْنَعُونَ» أي لبئس الصنع صنعهم حيث اجتمعوا على معصية الله و أنذر سبحانه علماءهم بترك التكبر عليهم فيما ضيعوا منزلتهم فذم هؤلاء بمثل اللفظة التي ذم بها أولئك و في هذه الآية دلالة على أن تارك النهي عن المنكر بمنزلة مرتكبة و فيه وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
ـ
اللغة
اليد تذكر في اللغة على خمسة أوجه الجارحة و النعمة و القوة و الملك و تحقيق إضافة الفعل فالنعمة في قولهم لفلان عندي يد أشكرها أي نعمة قال عدي بن زيد :
و لن أذكر النعمان إلا بصالح # فإن له عندي يديا و أنعما
جمع يدا على يدي كالكليب و العبيد و حسن التكرار لاختلاف اللفظين و اليد للقوة في نحو قوله تعالى أُولِي اَلْأَيْدِي وَ اَلْأَبْصََارِ أي ذوي القوى و العقول و أنشد الأصمعي للغنوي :
فاعمد لما تعلو فما لك بالذي # لا تستطيع من الأمور يدان
يريد ليس لك به قوة و على هذا ما ذكره سيبويه من قولهم لا يدين بها لك و معنى هذه التثنية المبالغة في نفي الاقتدار و القوة على الشيء و اليد بمعنى الملك في نحو قوله اَلَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ اَلنِّكََاحِ أي يملك ذلك و هذه الضيعة في يد فلان أي في ملكه و اليد بمعنى التولي للشيء و إضافة الفعل في نحو قوله تعالى لِمََا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أي لما توليت خلقه تخصيصا لآدم و تشريفا له بهذا و إن كان جميع المخلوقات هو خلقها لا غير و تقول يدي لك رهن بالوفاء
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 336