responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 862

(1) - دليل على إلهيته بأنه هو الله و الألف و اللام مدغمان لا يظهران على اللسان و لا يقعان في السمع و يظهران في الكتابة دليلان على أن إلهيته بلطفه خافية لا يدرك بالحواس و لا يقع في لسان واصف و لا أذن سامع لأن تفسير الإله هو الله الذي أله الخلق عن درك ماهيته و كيفيته بحس أو بوهم لا بل هو مبدع الأوهام و خالق الحواس و إنما يظهر ذلك عند الكتابة فهو دليل على أن الله سبحانه أظهر ربوبيته في إبداع الخلق و تركيب أرواحهم اللطيفة في أجسادهم الكثيفة و إذا نظر عبد إلى نفسه لم ير روحه كما أن لام الصمد لا يتبين و لا يدخل في حاسة من حواسه الخمس فلما نظر إلى الكتابة ظهر له ما خفي و لطف فمتى تفكر العبد في ماهية البارئ و كيفيته أله و تحير و لم تحط فكرته بشي‌ء يتصور له لأنه تعالى خالق الصورو إذا نظر إلى خلقه ثبت له أنه عز و جل خالقهم و مركب أرواحهم في أجسادهم و أما (الصاد) فدليل على أنه سبحانه صادق و قوله صدق و كلامه صدق و دعا عباده إلى اتباع الصدق بالصدق و وعدنا بالصدق و أراد الصدق و أما (الميم) فدليل على ملكه و أنه الملك الحق المبين لم يزل و لا يزال و لا يزول ملكه و أما (الدال) فدليل على دوام ملكه و أنه دائم تعالى عن الكون و الزوال بل هو الله عز و جل مكون الكائنات الذي كان بتكوينه كل كائن ثم قال (ع) لو وجدت لعلمي الذي أتاني الله حملة لنشرت التوحيد و الإسلام و الدين و الشرائع من الصمد و كيف لي بذلك و لم يجد جدي أمير المؤمنين (ع) حملة لعلمه حتى كان يتنفس على الصعداء أو يقول على المنبر سلوني قبل أن تفقدوني فإن بين الجوانح مني علما جما هاه هاه ألا لا أجد من يحمله ألا و أن عليكم من الله الحجة البالغة فلا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور و عن عبد خير قال سأل رجل عليا (ع) عن تفسير هذه السورة فقال قل هو الله أحد بلا تأويل عدد الصمد بلا تبعيض بدد لم يلد فيكون موروثا هالكا و لم يولد فيكون إلها مشاركا و لم يكن له من خلقه كفوا أحد و قال ابن عباس لم يلد فيكون والدا و لم يولد فيكون ولدا و قيل لم يلد ولدا فيرث عنه ملكه و لم يولد فيكون قد ورث الملك عن غيره و قيل لم يلد فيدل على حاجته فإن الإنسان يشتهي الولد لحاجته إليه و لم يولد فيدل على حدوثه و ذلك من صفة الأجسام و في هذا رد على القائلين أن عزيرا و المسيح ابن الله و إن الملائكة بنات الله و لم يكن له كفوا أحد أي لم يكن له أحد كفوا أي عديلا و نظيرا يماثله و في هذا رد على من أثبت له مثلا في القدم و غيره من الصفات و قيل معناه و لم تكن له صاحبة و زوجة فتلد منه‌لأن الولد يكون من الزوجة فكني عنها بالكفؤ لأن الزوجة تكون كفوا لزوجها و قيل إنه سبحانه بين التوحيد بقوله «اَللََّهُ أَحَدٌ» و بين العدل بقوله «اَللََّهُ اَلصَّمَدُ» و بين ما يستحيل عليه من الوالد و الولد بقوله «لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ» و بين ما لا

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 862
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست