responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 861

861

(1) - (ع) أنه قال الصمد الذي قد انتهى سؤدده‌و الصمد الدائم الذي لم يزل و لا يزال و الصمد الذي لا جوف له و الصمد الذي لا يأكل و لا يشرب و الصمد الذي لا ينام‌ و أقول أن المعنى في هذه الثلاثة أنه سبحانه الحي الذي لا يحتاج إلى الطعام و الشراب و النوم‌ قال الباقر (ع) و الصمد السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر و لا ناه‌ قال و كان محمد بن الحنفية يقول الصمد القائم بنفسه الغني عن غيره و قال غيره الصمد المتعالي عن الكون و الفساد و الصمد الذي لا يوصف بالنظائر قال و سئل علي بن الحسين زين العابدين (ع) عن الصمد فقال الصمد الذي لا شريك له و لا يؤوده حفظ شي‌ء و لا يعزب عنه شي‌ء و قال أبو البختري وهب بن وهب القرشي قال زيد بن علي (ع) الصمد الذي إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون و الصمد الذي أبدع الأشياء فخلقها أضدادا و أصنافا و أشكالا و أزواجا و تفرد بالوحدة بلا ضد و لا شكل و لا مثل و لا ند قال وهب بن وهب و حدثني الصادق جعفر بن محمد (ع) عن أبيه الباقر (ع) إن أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن علي (ع) يسألونه عن الصمد فكتب إليهم بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فلا تخوضوا في القرآن و لا تجادلوا فيه و لا تكلموا فيه بغير علم فقد سمعت جدي رسول الله ص يقول من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار و إن الله قد فسر سبحانه الصمد فقال «لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ ` وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» «لَمْ يَلِدْ» لم يخرج منه شي‌ء كثيف كالولد و لا سائر الأشياء الكثيفة التي تخرج من المخلوقين و لا شي‌ء لطيف كالنفس و لا ينبعث منه البدوات كالسنة و النوم و الخطرة و الغم و الحزن و البهجة و الضحك و البكاء و الخوف و الرجاء و الرغبة و السامة و الجوع و الشبع تعالى أن يخرج منه شي‌ء و أن يتولد منه شي‌ء كثيف أو لطيف «وَ لَمْ يُولَدْ» أي و لم يتولد من شي‌ء و لم يخرج من شي‌ء كما تخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها كالشي‌ء من الشي‌ء و الدابة من الدابة و النبات من الأرض و الماء من الينابيع و الثمار من الأشجار و لا كما تخرج الأشياء اللطيفة من مراكزها كالبصر من العين و السمع من الأذن و الشم من الأنف و الذوق من الفم و الكلام من اللسان و المعرفة و التمييز من القلب و النار من الحجر لا بل هو الله الصمد الذي لا من شي‌ء و لا في شي‌ء و لا على شي‌ء مبدع الأشياء و خالقها و منشئ الأشياء بقدرته يتلاشى ما خلق للفناء بمشيئته و يبقى ما خلق للبقاء بعلمه فذلكم الله الصمد الذي لم يلد و لم يولد عالم الغيب و الشهادة الكبير المتعال‌} «وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» قال وهب بن وهب سمعت الصادق (ع) يقول قدم وفد من فلسطين على الباقر (ع) فسألوه عن مسائل فأجابهم عنها ثم سألوه عن الصمد فقال تفسيره فيه الصمد خمسة أحرف (فالألف) دليل على انيته و هو قوله عز و جل‌ «شَهِدَ اَللََّهُ أَنَّهُ لاََ إِلََهَ إِلاََّ هُوَ» و ذلك تنبيه و إشارة إلى الغائب عن درك الحواس (و اللام)

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 861
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست