responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 860

(1) - و قيل إنما قال أحد و لم يقل واحد لأن الواحد يدخل في الحساب و يضم إليه آخر و أما الأحد فهو الذي لا يتجزأ و لا ينقسم في ذاته و لا في معنى صفاته و يجوز أن يجعل للواحد ثانيا و لا يجوز أن يجعل للأحد ثانيا لأن الأحد يستوعب جنسه بخلاف الواحد أ لا ترى أنك لو قلت فلان لا يقاومه واحد جاز أن يقاومه اثنان و لما قلت لا يقاومه أحد لم يجز أن يقاومه اثنان و لا أكثر فهو أبلغ و قال أبو جعفر الباقر (ع) في معنى «قُلْ هُوَ اَللََّهُ أَحَدٌ» أي قل أظهر ما أوحينا إليك و ما نبأناك به بتأليف الحروف التي قرأناها عليك ليهتدي بها من ألقى السمع و هو شهيد و هو اسم مكنى مشار إلى غائب فالهاء تنبيه عن معنى ثابت‌و الواو إشارة إلى الغائب عن الحواس كما أن قولك هذا إشارة إلى الشاهد عند الحواس و ذلك أن الكفار نبهوا عن آلهتهم بحرف إشارة إلى المشاهد المدرك فقالوا هذه آلهتنا المحسوسة بالأبصار فأشر أنت يا محمد إلى إلهك الذي تدعو إليه حتى نراه و ندركه و لا ناله فيه فأنزل الله سبحانه «قُلْ هُوَ اَللََّهُ أَحَدٌ» فالهاء تثبيت للثابت و الواو إشارة إلى الغائب عن درك الأبصار و لمس الحواس و أنه يتعالى عن ذلك بل هو مدرك الأبصار و مبدع الحواس و حدثني أبي عن أبيه عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال رأيت الخضر في المنام قبل بدر بليلة فقلت له علمني شيئا أنتصر به على الأعداء فقال قل يا هو يا من لا هو إلا هو فلما أصبحت قصصت على رسول الله ص فقال يا علي علمت الاسم الأعظم فكان على لساني يوم بدر قال و قرأ (ع) يوم بدر «قُلْ هُوَ اَللََّهُ أَحَدٌ» فلما فرغ قال يا هو يا من لا هو إلا هو اغفر لي و انصرني على القوم الكافرين و كان يقول ذلك يوم صفين و هو يطارد فقال له عمار بن ياسر يا أمير المؤمنين ما هذه الكنايات قال اسم الله الأعظم و عماد التوحيد لله لا إله إلا هو ثم قرأ شَهِدَ اَللََّهُ أَنَّهُ لاََ إِلََهَ إِلاََّ هُوَ وَ اَلْمَلاََئِكَةُ وَ أُولُوا اَلْعِلْمِ قََائِماً بِالْقِسْطِ لاََ إِلََهَ إِلاََّ هُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ و آخر الحشر ثم نزل فصلى أربع ركعات قبل الزوال قال و قال أمير المؤمنين (ع) الله معناه المعبود الذي يأله فيه الخلق و يؤله إليه الله المستور عن إدراك الأبصار المحجوب عن الأوهام و الخطرات‌ و قال الباقر (ع) الله معناه المعبود الذي أله الخلق عن إدراك ماهيته و الإحاطة بكيفيته‌ و تقول العرب أله الرجل إذا تحير في الشي‌ء فلم يحط به علما و وله إذا فزع إلى شي‌ء قال و الأحد الفرد المتفرد و الأحد و الواحد بمعنى واحد و هو المتفرد الذي لا نظير له و التوحيد الإقرار بالوحدة و هو الانفراد و الواحد المباين الذي لا ينبعث من شي‌ء و لا يتحد بشي‌ء و من ثم قالوا إن بناء العدد من الواحد و ليس الواحد من العدد لأن العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين فمعنى قوله «اَللََّهُ أَحَدٌ» أي المعبود الذي يسأله الخلق عن إدراكه و الإحاطة بكيفيته فرد بإلهيته متعال عن صفات خلقه.

ـ} «اَللََّهُ اَلصَّمَدُ» قال الباقر (ع) حدثني أبي زين العابدين (ع) عن أبيه الحسين بن علي‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 860
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست