اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم الجزء : 1 صفحة : 48
الصحابة ، وسوف نُلْحِقُ بها الاستدراكات على بعض الفتاوى الصادرة من الصحابة ؛ لأنّها غالباً ما تكون مُستَنبَطة من أقوال الرسول (صلى الله عليه وآله) ؛ ولأنّ الهدف هو تَبيِين المَنهج النَقدي للمَتن عند الصحابة .
1 - نقد المحتوى عند عائشة :
أ - الحديث المُتضمِّن رؤية النبي (ص) للهِ تعالى .
روى البخاري بسنده إلى عائشة ، أنّها قالت : ( مَن زَعم أنّ محمّداً رأى ربّه ، فقد أعظم الفِريَة ، ولكن قد رأى جبريل في صورته وخَلقِه ، سادّاً ما بين الأُفق ) [105] .
وفي رواية أُخرى عن مسروق ، قال : قلت لعائشة : ( يا أُمّاه ، هل رأى محمّد ربّه ؟ فقالت : لقد قَفَّ [106] شَعري مّما قلت ، أين أنت من ثلاث مَن حَدَّثَكَهُنَّ فقد كذب ، من حَدَّثك أنَ محمّداً (ص) رأى ربّه فقد كذب ، ثُمَّ قرأت الآية ( لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) ، ولكن رأى جبريل في صورتِه مرَّتَين ) [107] ، وهذا الحديث رواه مُسلِم والتَرمُذي عن ابن عبّاس ، باختلاف يَسير .
ويظهر أنّ المُراد بالرُؤية في هذه الأحاديث ، هي الرُؤية البَصَريّة ، ولذلك فقد دُهشَتْ عائشة من هذا الرأي ، وانتَقَدته ، وعَرضته على القرآن .
ب - الميّتُ يُعذَّب ببُكاءِ أهله عليه .
روى البُخاري عن عبد الله بن عُمر أنّه قال : ( لمّا أُصيب عُمر ، جعل صُهيب يقول : وا أخاه ، فقال عمر : أما عَلِمت أنّ النبيّ (ص) قال : ( إنّ الميّتَ لَيُعذّب ببكاء الحيّ ) ؟ ) [108] .
اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم الجزء : 1 صفحة : 48