responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم    الجزء : 1  صفحة : 49

وقد انتقدتْ عائشة هذه الرواية ، بعَرضِها على القرآن مرّة ، وتصحيحها بذكر مُلابَسات الحديث مرّة أُخرى ، قال ابن عبّاس ( رضي الله عنه ) : ( فلمّا مات عُمَر ، ذكرتُ ذلك لعائشة ، فقالت : رَحمَ الله عُمَر ، والله ما حَدَّث رسول الله (ص) ( أنّ الله لَيُعذِّب المؤمنَ ببكاءِ أهله عليه ) ، ولكن رسول الله (ص) قال : ( إنّ الله لَيزيد الكافر عذاباً ببُكاءِ أهلِه عليه ) ، وقالت : حَسبُكم القرآن ( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) [109] .

وفي رواية أُخرى عن عَمرَة بنت عبد الرحمان ، أنّها سَمعتْ عائشة ، وذُكر لها أنّ عبد الله بن عُمَر يقول : ( إنّ المَيِّت ليُعذَّب ببُكاء الحيِّ ) ، فقالت عائشة : إنّما مَرَّ رسول الله (ص) على يهوديّة يَبكي عليها أهلُها ، فقال (ص) : ( إنّهم ليَبكون عليها ، وإنّها لتُعذَّب في قَبرِها ) [110] ، ـ وقد نَسبتْ عبد الله بن عُمَر إلى عَدم الحِفْظ ـ قالت : يغفر الله لأبي عبد الرحمان ، أمَا إنّه لم يَكذِب ، ولقد نَسِيَ أو أخطأ ) [111] وذكرتْ القِصّة .

ج - الذمّ لوَلد الزِنا والتَنفير من عتقِه .

روى الحاكِم ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله (ص) أنّه قال : ( وَلد الزِنا شَرَّ الثلاثة ) [112] ، وقال : ( لأن أُمتع بسوطٍ في سبيل الله ، أحبُّ إليَّ من أن أُعتق ولد الزنا ) [113] .

وقد انتقدتْ عائشة هاتين الروايتين ، وصَوَّبَتْهما بذكر أسباب الوُرود ، فقالت : ( رحم الله أبا هريرة ، أساءَ سَمْعاً فأسَاءَ إصابةً ) ، وذكرت مُلابَسات الحديث الأوّل ، فقالت : فلم يكن الحديث على هذا ، إنّما كان رجل من المنافقين يُؤذي رسول الله (ص) ، فقال (ص) : ( مَن يُعذرني من فلان ؟ قيل : يا رسولَ الله ، مع ما به ولد زنا ، فقال رسول الله (ص) : هو شَرّ الثلاثة ، والله عزّ وجَلّ يقول : ( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) ) [114] .

اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست