اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم الجزء : 1 صفحة : 21
3 - أن يصحّ السَنَد ويضعف المَتن .
4 - أن يصحّ المَتن ويضعف السَنَد .
أمّا في الحالة الأُولى ، فيكون الحديث صحيحاً قطعاً ، ويُحتجّ به .
ويُرَدّ في الحالة الثانية .
أمّا بالنسبة إلى الحالة الثالثة ، فإنّ بعضَهم قال : إنّنا لا نقول في هذه الموارد : أنّ الحديث صحيح مطلقاً ، بل نقول صحيح الإسناد فقط .
وهنا قد يرد إشكال ، وهو : أنّه كيف يكون الإسناد صحيحاً والمتن واهياً ، علماً بأنّ من شروط الصحّة أن لا يكون الحديث شاذّاً ولا مَعلُولاً ، والعلّة كما تَقَع في السَنَد تَقَع في المَتن أيضاً ، فإذا كان الحديث صحيحاً ، فلابُدَّ أن يَصحّ المَتن أيضاً ؟
نعم ، يُمكن أن يُحَلَّ هذا الإشكال ، فيما إذا كانت جميع الشروط المأخوذة بالصحّة ترجع إلى السَنَدِ وحدهُ فقط ، ولم يُؤخَذ بهذا الشرط في تعريف الحديث الصحيح .
أمّا بالنسبة إلى الحالة الرابعة ، فلا يُقبَل الحديث ؛ لأنّه لا يكفي أن يكون معنى الحديث مُستقيماً لِكي نَعزُوه إلى المعصوم ، بل لابُدَّ أن تصحَّ النسبة كذلك .
نعم ، يُمكن القبول به على بعض المَباني ، الّتي تأخذ الوثوق بالرواية بنَظَرِ الاعتبار وإن كانت ضعيفة ، فيما إذا اقتَرَنَت ببعضِ القَرائِن .
المَبحث الرابع : علاقة نَقد المُحتوى بعلوم الحديث الأُخرى
اختلف علماء الحديث من السُنّة والشيعة في تقسيم هذه العلوم ، ولكنّ الرأي المشهور عند أهل السُنّة أنّ علوم الحديث تنقسم إلى قِسمين :
1 - عِلم الروايَة : وهو العلم الّذي يقوم بنقل ما أُضيف إلى النبي (ص) من قولٍ ، أو فعلٍ ، أو تقريرٍ ، أو صفةٍ خُلقيّة ، نقلاً دقيقاً مُحرَّراً [11] .
وأضاف بعضهم ، ما أُضيف إلى الصحابة والتابِعين [12] .
2 - علم الدِرايَة : وهو مجموعة القواعد والمسائل الّتي يُعرَف بها حال الراوِي
اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم الجزء : 1 صفحة : 21