وفي هذه الحالة ، سوف تكون كثير من مباحث عِلم الرِجال داخلة في هذا العِلم ؛ لأنّ معرفة أحوال الراوي من حيث القَبول والردّ ، تَستَدعي معرفة حاله ، تَحمّلاً وأداءً ، وجَرحَاً وتَعدِيلاً ، ومعرفة مَوطِنه وأُسرته ، ومَولِده ووَفاته [14] .
أمّا عند الشيعة ، فمِِنهم مَن جَعَلَ الدرايَة تقتصر على البحث في المعاني ، ومفاهيم الألفاظ الواردة في الحديث [15] ، أي : دراسة مَتن الحديث خاصّة ، من شرحِ لُغاته وبيان حالاته ، من حيث كونه نصّاً ، أو ظاهراً ، أو عامّاً ، أو خاصّاً ، أو مُطلَقاً ، أو مُقيَّداً ، أو مُجمَلاً ، أو مُبيَّناً [16] .
ولكنّ الرأي المشهور عند الشيعة في تعريف الدراية هو : البحث في مَتن الحديث وطُرقه ، من صحيحها وسَقيمها وعِلَلِها ، وما يُحتَاج إليه ليُعرَف المقبول منه من المردود [17] ، ويطلق عليه مُصطَلَح الحديث ، أو أصول الحديث .
أو هو : علمٌ يبحث عن سَنَدِ الحديث ومَتنِه ، وكيفيّة تحمّله وآداب نقله [18] .
فالدرايةُ إذن ، تشمل دراسة المَتن والسَنَد .
والفرق بين علم الرجال وعلم الدراية ، هو أنّ علم الدراية يبحث عن الأحوال العارِضَة على الحديث ، أو على السَند ، بما أنّه طريق للحديث ، أمّا في علم الرجال ، فيُبحَث عن رُواة الحديث بما هُم آحاد [19] .
وعلى كلّ حال ، فسوف نقوم بدراسة العلاقة بين نَقد المحتوى ، وكلٍّ من علم الرجال ، مُصطَلَح الحديث ( الدراية ) ، وفقه الحديث .
اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم الجزء : 1 صفحة : 22