( أ ) يشمل التعريف نقد السَنَد بالإضافة إلى نقد المَتن ؛ إذ أنّ تمييز الصحيح من الضعيف ، قد يكون من حيث السَند أو المتن .
( ب ) لم يُشِر التعريف إلى التعريف الأساس ، المعتمد في تمييز الأحاديث ، ويجعله قَيداً في التعريف .
( ج ) قد يكون ضعف الحديث بسبب بعض العوامل الّتي تَكتَنِف الحديث ، بسبب الغَفلة عن سبب الورود ، أو التصحيف ، النقل بالمعنى ، أو بسبب عامل الوضع .
والنقد يشمل جميع هذه الموارِد ، أي أنّه يشمل الأحاديث غير الصادرة أصلاً ( الموضوعات ) ، أو الصادرة ، ولكن اعترتها بعض المُلابَسات الّتي شوَّهت معناها .
2 - عِلم نَقْدِ الحديث : وهو : الحكم على الرُواة تَجريحاً أو تعديلاً ، بألفاظ خاصّة ، ذات دلائل معلومة عند أهله ، والنظر في متون الأحاديث الّتي صحَّ سَندها ، لتصحيحها أو تضعيفها ، ولرفع الإشكال عمّا بدا مُشكِلاً من صحيحها ، ودفْع التعارض بينها ، بتَطبيقِ مَقايِيس دقيقة [8] .
ويُمكن ذكر الملاحظات التالية على هذا التعريف :
أ - اقتصر على نقد متن الروايات الّتي صحَّ سَندها ، في حين أنّه يشمل الروايات الصحيحة والحسنة ، بل والضعيفة أيضاً ، لتَبيِين درجة الضعف ، والحُكم على بعضِها بالوَضع .
ب - اعتبر رَفْعَ الإشكال والترجيح ، ودَفْع التعارض بينها ، نوع من النقد ، وهو صحيح ؛ إذ أنّ النقد تارة يُراد به تفسير النصِّ ، وأُخرى تقييم النصِّ ، وسوف نُحدِّد ونحصر دراستنا هنا بالمعنى الثاني ، مع استبعاد النقد الّذي يرجع إلى الترجيح ، ودَفْعِ التعارض بين الروايات .
هذا كلّه من حيث تعريف النقد بصورة عامّة ، أمّا المراد من نقد
اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم الجزء : 1 صفحة : 18