responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 38

وهناك في هذا المجال قصّة تُنقل عن جعفر بن أبي طالب المعروف بـ( جعفر الطيّار ) ، وقد قلّده رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في حرب ( مؤتة ) قيادة جيش قوامهُ ثلاثة آلاف رجل من المسلمين ، فاستشهدَ في هذه الحرب ولهُ من العمر إحدى وأربعون سنة [1] ، وقد كان له قُبيل بزوغ فجر الإسلام عشرون سنة ، حيث كان الناس يتخبّطون في ظلمات الجاهلية ، أمّا القصة المذكورة عنه ، فقد نُقلت في روايةٍ عن الإمام الباقر (عليه السلام)جاء فيها : ( أوصى الله عزّ وجل إلى رسوله : إنّي شكرتُ لجعفر بن أبي طالب أربع خصال ، فدعاهُ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فأخبرهُ ، فقال : لولا أنّ الله تبارك وتعالى أخبرك ما أخبرتُك : ما شربتُ خمراً قطّ ؛ لأنّي علمتُ أنّي إن شَربتها زالَ عقلي ، وما كذبتُ قطّ ؛ لأنّ الكذب يُنقص المروّة ، وما زنيتُ قطّ ؛ لأنّي خفتُ أنّي إذا عملتُ عُمل بي ، وما عبدتُ صَنماً قطّ ؛ لأنّي علمتُ أنّه لا يضرّ ولا ينفع ، قال : فضربَ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بيده على عاتقه وقال : حقٌّ لله عزّ وجل أن يجعل لك جناحين تطيرُ بهما مع الملائكة في الجنّة ) [2] .

وعليه : لابدّ للفتيان والفتيات من تجنّب العلاقات غير السليمة ؛ لكونها معصية مخالفة للشرع ، وقد تنعكس على الإنسان نفسه وعرضه ، كما أنّ الأعمال التي تتمّ في الخفاء تنافي السير الطبيعي والفطري للإنسان ، ولا ينتج عنها سوى العار والفضيحة .

التذرّعُ بالزواج

يقال أحياناً : لابدّ للفتيان والفتيات من التعرّف على أخلاق وسلوكيات بعضهما قبل الزواج ؛ ليتمّ الزواج عن معرفة وبصيرة ، فلابدّ لهما من الاختلاط والتزاور والتردّد على بعضهما ، للحيلولة دون وقوع المحاذير الناتجة عن عدم معرفة بعضهما !

وللجواب عن ذلك لابدّ من تقديم توضيحات :

1 ـ ليس من الممكن تجاوز حدود التديّن والعفاف والأعراف الأخلاقية والاجتماعية ، ولا يمكن للعوائل المتديّنة والشريفة أن تقبل ذلك .


[1] أُسد الغابة في معرفة الصحابة : 1 / 287 .

[2] بحار الأنوار : 22 / 273 ، الحديث 16 .

اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست