اسم الکتاب : لواعج الاشجان في مقتل الحسين عليه السلام المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 187
أصوات الناس بالبكاء من كل ناحية يعزونه، فضجت تلك البقعة ضجة شديدة، فأومأ بيده ان اسكتوا فسكنت فورتهم، فقال:
خطبة زين العابدين عليه السّلام بالمدينة
الحمد للّه رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين بارىء الخلائق أجمعين، الذي بعد فارتفع في السماوات العلى، و قرب فشهد النجوى، نحمده على عظائم الأمور، و فجائع الدهور، و ألم الفجائع، و مضاضة اللواذع، و جليل الرزء، و عظيم المصائب الفاظعة الكاظة الفادحة الجائحة.
أيها القوم ان اللّه و له الحمد ابتلانا بمصائب جليلة و ثلمة في الاسلام عظيمة، قتل أبو عبد اللّه و عترته و سبي نساؤه و صبيته، و داروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان، و هذه الرزية التي لا مثلها رزية.
أيها الناس فأي رجالات منكم يسرون بعد قتله، أم أي فؤاد لا يحزن من أجله، أم أي عين منكم تحبس دمعها و تضن عن انهمالها، فلقد بكت السبع الشداد لقتله، و بكت البحار بأمواجها، و السماوات بأركانها، و الأرض بأرجائها، و الأشجار بأغصانها، و الحيتان في لجج البحار، و الملائكة المقربون و أهل السماوات أجمعون.
يا أيها الناس أي قلب لا ينصدع لقتله، أم أي فؤاد لا يحن إليه، أم أي سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلمت في الاسلام و لا يصم.
أيها الناس أصبحنا مطرودين، مشردين، مذودين، شاسعين عن الأمصار، كأنا أولاد ترك و كابل، من غير جرم اجترمناه، و لا مكروه ارتكبناه، و لا ثلمة في الاسلام ثلمناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ان هذا الا اختلاق، و اللّه لو ان النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم تقدم اليهم في قتالنا كما تقدم اليهم
اسم الکتاب : لواعج الاشجان في مقتل الحسين عليه السلام المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 187